تفضل بعض المجتمعات السمنة على أنها دليل على الصحة والعافية والقوة البدنية، بينما تراها مجتماعت ثانية دليلاً على الحركة الثقيلة وغير المرنة، لكن الاعتدال في كل شيء والثقة هو الصحيح دائماً.
ففي السنوات الأخيرة عكف العلماء على دراسة أخطار السمنة على الصحة وخاصة على صحة الناشئة الصغار، جيل المستقبل، حيث أثبتت دراسات عديدة أن السمنة قد تضر بالدماغ.
حذر باحثون بجامعة “ساو باولو” في البرازيل من أن السمنة المفرطة في مرحلة المراهقة قد تحدث تلفاً في مناطق مهمة بالدماغ مسؤولة عن التحكم بالعواطف والمكافأة.
والدراسة التي ستعرض نتائجها أمام المؤتمر السنوي لجمعية الطب الإشعاعي في أميركا الشمالية، تشير إلى أن السمنة تسبب الالتهاب في الجهاز العصبي، الذي قد يؤدي إلى تلف مناطق مهمة من الدماغ نتيجة الخلل الذي يسببه الوزن الزائد.
وأجرى الفريق فحوصات على أدمغة 95 من المراهقين يعانون من السمنة المفرطة، و61 آخرين أصحاء، وتراوحت أعمار المشاركين بين 12 و16 عاماً، وذلك لرصد الضرر الذي تسببه السمنة في الدماغ.
وتتبع الفريق انتشار المادة البيضاء التي تحمل الإشارات في الدماغ لرصد التلف الذي يصيب خلايا المخ، باستخدام تقنية للتصوير بالرنين المغناطيسي، واستخلص الباحثون مقياساً يسمى “تباين الكسر” يرتبط بحالة المادة البيضاء في المخ، ويدل الانخفاض في مقياس تباين الكسر على زيادة الضرر في المادة البيضاء، وهي النسيج الذي تمر عبره الرسائل بين مناطق مختلفة من المادة الرمادية داخل الجهاز العصبي المركزي بالمخ.
وأظهرت النتائج انخفاضاً في مقياس “تباين الكسر” لدى المراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة في المناطق الواقعة في الجسم الثفني، هو أكبر مجموعة من المادة البيضاء في الدماغ، وهو عبارة عن مجموعة من الألياف العصبية التي تربط بين النصفين الأيمن والأيسر للمخ، ووجدوا أيضاً أن المصابين بالسمنة المفرطة يعانون من ضرر في منطقة التلفيف المداري الوسطى، وهي منطقة في الدماغ مرتبطة بالتحكم العاطفي ودائرة المكافآت، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي