السودانيون يتطلعون إلى مستقبل كروي ناجح

لم تتمكن السودان هذا العام من دخول دوري أفريقا في مصر والذي فازت فيه الجزائر، بالرغم من توسعة كأس الأمم الإفريقية ليشمل 24 فريق.

السودان هو الدولة المؤسسة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بمبادرة السوداني الدكتور “عبد الحليم محم” بدعوة المسؤولين عن رياضة كرة القدم في كل من إثيوبيا ومصر إلى ضرورة إنشاء هذا الجسم التنظيمي للأنشطة المتعلقة برياضة كرة القدم، وتأسس اتحاد إفريقيا لكرة القدم عام 1957م، وفاز السودان ببطولة كأس إفريقيا عام 1970.

يوجد في السودان 7 أندية رئيسية هي أندية الولايات، وتحظى العاصمة الخرطوم بـ 24 ناد فرعي، فالشعب السوداني قوي البنية محب للرياضة بشكل عام، ربما أثرت طبيعة الحياة المفعمة بالنشاط على تكوينته ما دفعه لحب الرياضة التي تبدو اعتيادية في البلد المترامي الاطراف والذي تعتبر الحياة فيه شاقة.

لايوجد في السودان ملاعب مجهزة تجهيز فني وفق المعايير الرياضية المطلوبة، وإنما تخوض الأندية الصغيرة مبارياتها الودية والتي لاتتوقف في هذا البلد، على أرضية ترابية غير مجهزة، فهي أشبه بأنشطة عفوية غير منظمة ولاتخضع للتدريب، أو الإدارة.

لم يتأهل السودان أبداً لكأس العالم، رغم الشغف السوداني الكبير بكرة القدم، كما كانت آخر مشاركة له كأس الأمم الإفريقية كان في العام 2012، وفريق “المريخ” هو الفريق السوداني الوحيد الذي فاز ببطولة إفريقية للأندية، وذلك مرّة واحدة في العام 1989.

ويرى الدكتور “صلاح الدين محمد عثمان” وهو مثقف سوداني مهتم بكرة القدم السودانية، أن سبب تراجع مستوى الأداء في الكرة السودانية “عدم وضوح الدور الذي تلعبه الوزارات المتخصصة، في مجال الرياضة والشباب، وتقصيرها في توفير الاحتياجات اللازمة ووضع الميزانيات لتحقيق التطور الرياضي”.

كما يعزو د. “عثمان” سبب عدم وجود أندية قوية إلى عدم اهتمام الدولة بالناشئة، والشباب وتعليهم في المدارس أبجديات كرة القدم، تحت إدارة فنيين ومدربين متخصصين، وثم يأتي بعد ذلك بحسب ما يرتئي الدكتور “عثمان” اهمال البنية التحتية في دور الرياضة والملاعب المجهزة تجهيز فني عالي، سواء أكانت في الأحياء أو الساحات أو في المراكز الرياضية.

وأثار خساة المنتخب السوداني وعدم ترشحهه لخوض مباريات كأس أمم إفريقيا، غضباً وإحباطاً لدى السودانيين الذين يرتدي الكثير منهم بشكل اعتيادي في الحياة اليومية القمصان الرياضية لأشهر الأندية العالمية، وتنتشر في الشارع السوداني أخبار عن “غياب الاهتمام الرسمي بكرة القدم”.

وبسبب تغيب الأكادميات التي تؤهل الرياضين، يعتبر الدوري السوداني وجهة مفضلة ومربحة للاعبين القادمين من غرب إفريقيا الذين يستفيدون من حاجة الأندية السودانية للاعبين الجاهزين في غياب إعداد الناشئين.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version