
مرصد مينا
وافق رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة، على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تعاني من حصار خانق تفرضه “قوات الدعم السريع” منذ أشهر.
وجاءت الموافقة عقب اتصال هاتفي تلقاه البرهان من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا فيه إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من المدنيين العالقين في الفاشر والمناطق المجاورة.
وأعلن مجلس السيادة في بيان أن غوتيريش رحّب بتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، معرباً عن دعم الأمم المتحدة للخطوة باعتبارها جزءاً من مسار الانتقال المدني، في حين شدد البرهان على التزامه بتشكيل حكومة من المستقلين لتولي المهام التنفيذية، مؤكدًا ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتُعد الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، وتشهد اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية وقوات “الدعم السريع” المدعومة بحركات مسلحة.
وكان مجلس الأمن قد طالب قوات “الدعم السريع” بالامتثال للقرار رقم 2736، والذي ينص على رفع الحصار ووقف القتال فورًا.
في المقابل، حذرت “المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور” من تدهور الأوضاع الإنسانية في الفاشر ومحيطها، خاصة في ظل تدفق مئات الآلاف من النازحين من معسكري زمزم وأبوشوك مع بداية موسم الخريف.
وأكد المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، أن الأوضاع في المدينة “كارثية”، مشيراً إلى نقص حاد في مياه الشرب والدواء، ووفاة العشرات خلال شهر مايو الماضي.
كما نبهت المنسقية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل يفوق قدرة السكان المحاصرين، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
وطالبت المنسقية أطراف النزاع بوقف إطلاق النار فوراً، وفتح ممرات إنسانية آمنة، داعية المنظمات الدولية إلى تكثيف جهودها لمواجهة ما وصفته بـ”الوضع المأساوي” في مناطق جبل مرة وطويلة ومناطق أخرى في دارفور.
وشهدت الفاشر أكثر من 200 هجوم خلال الأشهر الماضية، حاولت فيها “قوات الدعم السريع” السيطرة على المدينة، وتمكنت من التوغل إلى عدة أحياء سكنية، مقتربة من مقر “الفرقة السادسة مشاة” التابعة للجيش.
ويُقدّر أن أكثر من 70% من سكان المدينة بحاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة في مجالات الغذاء، المياه، الرعاية الصحية، والإيواء، في ظل تسجيل وفيات بسبب الجوع والعطش وانعدام الخدمات الطبية الأساسية، وفق تقارير منظمات الإغاثة العاملة في المنطقة.