مرصد مينا
أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الموافقة على هدنة لـ24 ساعة تبدأ مساء اليوم الأربعاء وحتى السادسة من مساء الغد الخميس، مؤكدة التزامها التام بوقف كامل لإطلاق النار أثناء الهدنة المُعلنة.
كما قالت عبر تويتر إنها تأمل أن يلتزم الجيش السوداني بالهدنة التي تبدأ اليوم حسب التوقيت المُعلن. وفي وقت سابق اليوم، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الاتهامات بخرق الهدنة التي بدأت مساء أمس.
واتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بتحريك قوات عسكرية ومجموعات مسلحة من مختلف المدن إلى الخرطوم، مشيرة إلى أن الجيش يشن هجمات بأسلحة ثقيلة على مواقع تمركز قواتها وتسبب في مقتل مدنيين.
وأضافت أن الجيش يواصل عمليات قصف بالطائرات استهدفت تجمعات سكنية، متهمة الجيش بكسر الهدنة المعلنة والاستمرار في شن هجمات، كما قالت الدعم السريع إن هجمات الجيش أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين وتدمير مستشفيات.
في المقابل، أكد الناطق باسم الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بمتطلبات الهدنة، مشيراً إلى أن الجيش مستمر في تأمين مبنى القيادة العامة وأداء مهامه.
وبدأت الاشتباكات العنيفة في العاصمة بعد ساعات قليلة من دخول هدنة الـ 24 ساعة حيز التنفيذ مساء أمس الثلاثاء، فيما تبادل الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات.
في سياق متصل شكلت وزارة الخارجية الأميركية فريق عمل خاص للتعامل مع الأزمة في السودان، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية بحسب “سي ان ان” إن “وزارة الخارجية أنشأت فريق عمل معنيا بالنزاع العسكري في السودان للإشراف على تخطيط الوزارة وإدارتها واللوجستيات المتعلقة بالأحداث في السودان”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية حثت رعاياها للاحتماء والبقاء في أماكنهم، وكذلك فعل الدبلوماسيون الأميركيون في الخرطوم.
السفارة الأميركية من جهتها قالت أمس الثلاثاء، إنه “بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، لا توجد خطط للحكومة الأميركية للإجلاء.
وزير الخارجية أنتوني بلينكن بدوره أكد، الثلاثاء، تعرض قافلة دبلوماسية أميركية لإطلاق نار في السودان من دون أن يسفر الحادث عن أي اصابات، واصفا العمل بأنه “طائش وغير مسؤول”.
وأجرى بلينكن محادثات مع طرفي النزاع في السودان، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، حيث “شدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار”، وفق ما أفاد متحدث باسم الوزارة الثلاثاء.
المتحدث فيدانت باتيل أوضح في بيان إن بلينكن، المتواجد في اليابان لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع، أجرى اتصالين منفصلين مع الجنرالين أعرب فيهما عن “قلقه البالغ حيال مقتل وجرح العديد من المدنيين السودانيين جراء القتال المستمر والعشوائي”، مضيفا أن بلينكن في حديثه “شدد على مسؤولية الجنرالين في ضمان أمن وسلامة المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني”.
وأكد بلينكن أن وقف إطلاق النار “يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولمّ شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن”، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار، وإن كان لمدة 24 ساعة، قد يشكل نقطة انطلاق جيدة لتخفيف التوتر فيما حذر من أن القتال “يعرض للخطر بشكل متهور” المدنيين والمسؤولين على حد سواء.
ويفر آلاف المدنيين من الخرطوم تحت القصف، الأربعاء، فيما خلف القتال المستمر لليوم الخامس على التوالي بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي قرابة 300 قتيل بحسب الأمم المتحدة.