لم تمر ساعات على البشائر، التي حملها رئيس الحكومة السودانية الانتقالية “عبد الله حمدوك” من واشنطن، حول قرب عودة الخرطوم إلى الحضن الدولي وكسر العزلة، حتى سجلت العملة السودانية انخفاضاً كبيراً في سوق صرف العملات الأجنبية، الأمر الذي أشار وفقاً لسياسيين سودانيين، إلى ثقل إرث النظام السابق، وصعوبة تلافيه بشكل كامل خلال فترة قصيرة، لا سيما وإنه إرث موزع على عدة مجالات، سياسية واقتصادية وأمنية ودبلوماسية.
وبحسب الأسعار المتداولة في السوق خلال الساعات الأربع العشرين الماضية، فقد قفز الدولار الأمريكي إلى حدود 500.85 جنيه سوداني، أثناء التعاملات الصباحية لليوم – الثلاثاء.
وسائل إعلامية سودانية، ربطت انخفاض سعر صرف الجنيه إلى ما قالت إنه فترة مضاربات مليارية على الدولار، انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية في الخرطوم، وذلك بالتزامن مع ما أكده بعض العاملين في سوق الصرافة إلى أن شركة جديدة في السودان، طلبت توفير 5 مليون دولار، في حين طلبت أخرى 700 ألف دولار خلال الأيام القليلة الماضية.
من جهة أخرى، علقت الحكومة السودانية على زيارة رئيسها إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بانها كانت ناجحة، وأدت إلى الغرض، الذي أجريت من أجله، في التأسييس لعودة السودان للمجتمع الدولي.
تزامناً صرح وزير الصناعة والتجارة السوداني “مدني عباس” بأن الزيارة ستساهم في رفع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في السودان إلى درجة سفير بدلاً من قائم بالإعمال، مضيفا: “الزيارة تمكنت من إحداث اختراق مهم في ملف شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والبلاد باتت أقرب من أي وقتٍ مضى من تجاوز هذه المرحلة”.
وأكد “مدني” أن رئيس الحكومة الانتقالية، ناقش خلال اجتماعاته مع المسؤولين الأمريكيين حذف معظم الشروط الأمريكية الخاصة بملف دعم الإرهاب، إلى جانب إعفاء ديون السودان مع صندوق النقد والبنك الدوليين.
من جهتها، أكدت قوى إعلان الحرية والتغيير نجاح الحكومة الانتقالية بفك طوق العزلة الدولية المقروض على البلاد منذ عقود طويلة، بسبب سياسات النظام السابق، مشيرة الى أن البلاد اصبحت منفتحة أكثر من السابق نحو العالم.