مرصد مينا – السودان
رفض تجمع المهنيين السودانيين مبادرة الحوار التي أطلقتها الأمم المتحدة، معتبرا أنها تسعى للدفع باتجاه التطبيع مع المجلس العسكري، فيما انطلقت تظاهرات في عدد من مدن السودان، استجابة لدعوة لجان المقاومة وتجمع المهنيين وأحزاب سياسية بهدف المطالبة بوقف الانتهاكات التى تمارسها أجهزة الأمن بحق المتظاهرين السلميين.
وتتزامن التظاهرات مع وقفات احتجاجية للأطباء للتنديد بما يصفونها “الانتهاكات التى تعرض لها أطباء في المستشفيات من قبل الشرطة”.
من جهتها استبقت الأجهزة الأمنية انطلاق التظاهرات بإغلاق بعض الطرق الرئيسية وكثفت تواجدها أمام المقرات الحيوية، كما أغلقت السلطات بعض الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم، فيما أغلق الجيش محيط قيادته العامة بوضع الأسلكة الشائكة فى الطرقات.
وذكرت لجنة أمن ولاية الخرطوم أنها لن تتسامح مع أي انتهاكات يتعرض لها المتظاهرون أو القوات، وتعهدت برصدها لأي خروقات تتم بهذا الصدد، فيما طالبت القوات الأمنية بعدم دخول المستشفيات وملاحقة المتظاهرين السلميين الذين يلوذون بالفرار إلى المنازل أو الطرق الفرعية .
يشار أن حملات شنتها قوات الأمن على المحتجين أودت بحياة 60 شخصا على الأقل، بحسب لجنة الأطباء.
وكانت الأمم المتحدة ذكرت، أمس السبت، إنها ستدعو القادة العسكريين والأحزاب السياسية والفصائل السودانية الأخرى للمشاركة في مناقشات تهدف إلى إنهاء أزمة أشعل فتيلها استيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر.
ونجحت وساطة الأمم المتحدة، على مدى الأسابيع التي أعقبت حركة الجيش، في إعادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منصبه، لكن استقالة حمدوك الأسبوع الماضي زادت الغموض المحيط بمستقبل السودان السياسي وفترة انتقالية يجب أن تنتهي بإجراء انتخابات عام 2023.
الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرثيس، أعلن في بيان إطلاق العملية السياسية الجديدة: “لم تنجح كل التدابير التي تم اتخاذها حتى الآن في استعادة مسار التحول الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني”.
ومضى بيرثيس قائلا: “لم يسهم العنف المتكرر ضد المتظاهرين السلميين عقب الانقلاب سوى في تعميق انعدام الثقة بين كافة الأحزاب السياسية في السودان”.
وجاء في بيان الأمم المتحدة أنه ستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين، بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة، للمشاركة في العملية السياسية، بينما رد تجمع المهنيين السودانيين، الأحد، بتمسكه بـ”اللاءات الثلاثة” – لا تفاوض ولاشراكة ولا شرعية – مع من وصفهم بالانقلابيين.