السودان في أول خطوات عودته كدولة طبيعية

تسبب نظام السودان السابق المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين والذي تزعمه “عمر البشير” بدخول البلاد في متاهة المجهول والنبذ الدولي، بعد تصنيف الخرطوم على لائحة دول الإرهاب عالمياً، مما عرضها لعقوبات أرهقت اقتصادها وتسببت في مصاعب حياتية لشعبها.

واليوم، تسعى الحكومة الحالية المنبثقة من رحم الثورة التي أطاحت بنظام البشير، إلى تسوية تلك الملفات وحل القضايا الإشكالية للعودة بالسودان للوضع الطبيعي.

وتعتبر تسوية الإشكاليات مع الضحايا وعائلاتهم، هي أولى خطوات العودة المقصودة كحال ليبيا في السابق وضحايا تفجير طائرة لوكربي.، تتجه الخرطوم لدفع تعويضات مالية ترفع شبح العقوبات.

وأعلن السودان، اليوم الخميس، توقيع اتفاقية تسوية مع أسر ضحايا حادثة تفجير المدمرة الأمريكية “كول” عام 2000، لاستيفاء شروط إزالة اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة العدل السودانية. التي أوضحت أنه في إطار جهود الحكومة الانتقالية لإزالة اسم البلاد من القائمة الأمريكية الخاصة بالدول الراعية للإرهاب، 7 فبراير الجاري تم توقيع اتفاقية تسوية مع أسر وضحايا حادثة تفجير المدمرة الأمريكية كول، التي لا تزال إجراءات التقاضي فيها ضد السودان مستمرة أمام المحاكم الأمريكية”.

وأضاف “تم التأكيد صراحة في الاتفاقية على عدم مسؤولية الحكومة عن هذه الحادثة أو أي حوادث أخرى”.

وتابع البيان أن الحكومة “دخلت هذه التسوية انطلاقا من الحرص على تسوية مزاعم الإرهاب التاريخية التي خلفها النظام المباد، بغرض استيفاء شروط الإدارة الأمريكية لحذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.

وكانت الرغبة الأمريكية منذ مطلع العام الماضي، الدخول في مفاوضات تسوية مع الحكومة السودانية، تدفع خلالها تعويضات في أحكام وادعاءات تشمل هجمات إرهابية.
وتتجاوز مطالب الأمريكان قضايا المدمرة كول، لتصل إلى قضية تفجير السفارتين الأمريكيين في دار السلام ونيروبي عام 1989.. والتي تسبق قضية المدمرة عام 2000.

وقتل في هجوم “كول” قبالة السواحل اليمينة، 17 بحارًا أمريكيًا، وأصيب العشرات، وتقدم المتضررون وذووهم بالدعوى في 2010.

ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/تشرين أول 2017، عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضاً على السودان، منذ 1997.

لكنها لم ترفع اسم السودان من قائمة ما تعتبرها “دول راعية للإرهاب”، المدرج عليها منذ 1993، لاستضافته الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.

Exit mobile version