مرصد مينا – السودان
قضى فتى سوداني، يوم الأحد، في مليونية 21 نوفمبر التي دعت لها تجمعات سياسية ومهنية، لرفض قرارات قائد الجيش “عبد الفتاح البرهان” على رأسها الاتفاق الجديد مع “عبدالله حمدوك” الذي أعيد بموجبه لرئاسة الحكومة.
وخرجت مظاهرات في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، يوم الأحد، للتنديد بقرارات قائد الجيش، ومطالبة بالحكم المدني، في وقت أعلنت كبرى التجمعات السياسية مثل قوى “الحرية والتغيير” و”تجمع المهنيين السودانيين” اتفاق عبد الفتاح البرهان وعبدالله حمدوك الجديد، إذ ذهبت بعض البيانات الصادرة باعتباره “خيانة للثورة ودماء الضحايا”.
لجنة أطباء السودان، قالت في بيان لها مساء الأحد: “ارتقت قبل قليل روح الشهيد يوسف عبد الحميد ( 16عاما) بعد إصابته برصاص حي في الرأس في مليونية 21 نوفمبر بمدينة أم درمان بواسطة القوات الانقلابية”، مشيرة غلى أنه “بهذا يرتفع عدد القتلى منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 41 قتيلا”.
اللجنة أضافت أن هذا هو “الشهيد الأول في مقاومة الاتفاق الانقلابي المداهن اليوم”، لافتة إلى أنه “يوجد عدد كبير من الإصابات وحالة بعضهم حرجة”.
*لا غالب ولا مغلوب
وقع قائد الجيش “عبدالفتاح البرهان”، فجر اليوم اتفاقا سياسيا مع “عبدالله حمدوك”، بهدف إنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد منذ نحو شهر، وذلك في أعقاب ضغوط دولية مكثفة ومظاهرات متواصلة تطالب بالحكم المدني، معتبرا أن ذلك وفق سياسة “لا غالب ولا مغلوب”.
الاتفاق نص على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإلغاء قرار إعفاء حمدوك من منصبه رئيسا للوزراء، والعمل على بناء جيش قومي موحد، وإعادة هيكلة لجنة تفكيك نظام البشير مع مراجعة أدائها.
“البرهان”، قال إن التوقيع على الاتفاق “يضع الأسس الصحيحة للفترة الانتقالية”، مشيرا إلى أن “التوقف في مسيرة الانتقال كان لإعادة النظر في الخطوات المستقبلية”، مضيفا أن “حمدوك سيظل محل ثقة القوات المسلحة في السودان”، مؤكدا أن الاتصال به خلال الأزمة “لم ينقطع”.
من جهته، “حمدوك”، قال إن “التوقيع على الاتفاق يعالج كل قضايا المرحلة الانتقالية.. ويحصن التحول المدني الديمقراطي ويوسع دائرة الانتقال السياسي. مصلحة السودان أولوية.. هدفنا هو حقن دماء الشعب السوداني.. أنا على استعداد للعمل سوية للتقدم بالسودان”.
*رفض واسع
رفض تجمع “المهنيين السودانيين”، الاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة “عبد الفتاح البرهان”، ورئيس الحكومة “عبد الله حمدوك”، واصفا إياه بـ”اتفاق الخيانة”.
التجمع السوداني قال في بيان له: إن “اتفاق الخيانة الموقع اليوم بين حمدوك والبرهان مرفوض جملة وتفصيلًا، ولا يخص سوى أطرافه”، لافتاً إلى أنه “مجرّد محاولة باطلة لشرعنة الانقلاب الأخير وسلطة المجلس العسكري، وانتحار سياسي لرئيس الحكومة عبد الله حمدوك”.
إلى جانب ذلك، أكد بيان تجمع المهنيين، أن “هذا الاتفاق لا يخص سوى أطرافه، ونقاطه لا تعدو كونها حبرا على ورق، وأن الشعب سيبطله وسيواصل وقوفه الصامد، بوجه عواصف القمع والانتكاس التي تحاول إعادته للوراء، منصوب الشراع”.
كما أعلنت “قوى الحرية والتغيير” في السودان أنها “غير معنية” بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين رئيس المجلس السيادي “عبد الفتاح البرهان” ورئيس الوزراء المعزول “عبد الله حمدوك”.
المجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير قال في بيان له: “أفادت الأخبار الواردة من المصادر الإعلامية المختلفة خلال الساعات السابقة، عن التوصل لاتفاق بين قائد الانقلاب وعبد الله حمدوك نتيجة جهود لمبادرة وطنية، يعود بموجبه الأخير رئيسا للوزراء ليشكل حكومة كفاءات وطنية “.
البيان أضاف: “إننا في المجلس المركزي القيادي لقوى الحرية والتغيير نؤكد على موقفنا الواضح والمعلن مسبقاً ، لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية للانقلابيين”، مصرا على ضرورة “تقديم قادة الانقلاب والانتهازيين وفلول النظام البائد المشكلين لهذه السلطة الانقلابية الى المحاكمات الفورية”.
“قوى الحرية والتغيير” أكدت: “لسنا معنيين بأي اتفاق مع هذه الطغمة الغاشمة، ونعمل بكل الطرق السلمية المجربة والمبتكرة على إسقاطها”، مؤكدة المضي قدما في إجراء “مواكب اليوم الحادي والعشرين من نوفمبر” الاحتجاجية.