مرصد مينا – السودان
خرجت مظاهرات مناهضة لحكم العسكر في العديد من المدن والبلدات السودانية، يوم السبت، تمهيدا لمظاهرة مليونية دعا لها أنصار الحكم المدني.
المظاهرات جاءت رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها المجلس العسكري برئاسة عبد الفتاح البرهان، مثل نشر الحواجز ونقاط التفتيش وانقطاع الاتصالات.
المحتجون طالبوا بعودة الحكومة الانتقالية برئاسة “عبدالله حمدوك”، والعودة لمسار الديمقراطية، منددين بالاجراءات التي قام بها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، معتبرين أنها تهدف إلى العودة للحكم الدكتاتوري.
في مدينة أم درمان، خرج آلاف السودانيين في تظاهرات ضخمة، منددين بما أسموه تغول العسكريين على سلطة الانتقال المدني في البلاد، ورددوا هتافات تطالب بالحرية والسلام والعدالة.
بدوره أقام الجيش السوداني حواجز أمنية في محيط مقر قيادته العامة بالعاصمة الخرطوم، لمنع وصول المتظاهرين إليها.
يأتي ذلك قبيل المظاهرة المليونية التي دعا إليها أنصار الحكم المدني في السودان، حيث يسعى معارضون إلى التعبئة للاحتجاج باستخدام المنشورات والرسائل النصية القصيرة والكتابات على الجدران والتجمعات في الأحياء.
والشعار الأساسي لهذه التظاهرات هي “الردة مستحيلة” بعد عامين على الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط عمر البشير في أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديموقراطيا عام 2023.
لكن معارضي المجلس العسكري يخشون من حملة قمع شاملة وحدوث مزيد من إراقة الدماء، حيث شهدت مظاهرات الأسبوع الماضي مقتل ما لا يقل عن 11 محتجا على يد قوات الأمن.
وكانت الولايات المتحدة، التي تدعو إلى إعادة الحكومة التي يقودها المدنيون إلى الحكم، حضت الجمعة الجيش السوداني على عدم قمع تظاهرات السبت، معتبرة أن رد فعل الجيش السبت سيكون اختبارا لنواياه.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن على قوات الأمن السودانية احترام حقوق الإنسان وأن أي عنف ضد المتظاهرين السلميين “غير مقبول”.
كذلك، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجيش السوداني على “ضبط النفس” خلال تظاهرات السبت.
وقال خلال مؤتمر صحافي في روما “أدعو العسكريين الى إظهار ضبط النفس وعدم التسبب بسقوط مزيد من الضحايا. يجب أن يُسمح للناس بالتظاهر سلميا”.