
مرصد مينا
تواصلت المعارك العنيفة بين القوات المسلحة السودانية المتحالفة مع “القوة المشتركة” من حركات الكفاح المسلح، وقوات “الدعم السريع” في مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، وسط تضارب في الروايات حول نتائج المواجهات، وتصاعد التحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان.
وقال العميد أحمد حسين، المتحدث باسم “القوة المشتركة” المتحالفة مع الجيش، إن قواته نجحت في تدمير “القوة الصلبة” التابعة لـ”الدعم السريع”، بعد تنفيذ كمين محكم في مدينة الخوي، الثلاثاء، أسفر عن تدمير أربع وحدات متحركة تابعة للمليشيا التي كانت تحاول استعادة السيطرة على المدينة.
وأضاف حسين، في تصريحات صحافية اليوم الخميس إن “الميليشيات” شنت هجوماً واسعاً صباح الأربعاء، لكن “قواتنا تصدت له، وقتلت المئات منهم”، مشيراً إلى أن الجثث ما تزال ملقاة في شوارع المدينة، ومؤكداً أن المعارك في جنوب وغرب كردفان حققت “انتصارات كبيرة”، ومتوعداً بمواصلة العمليات لطرد قوات الدعم السريع من دارفور وكردفان.
في المقابل، أصدرت قوات “الدعم السريع” بياناً على منصة “تلغرام”، قالت فيه إنها حققت “نصراً حاسماً” في معركة الخوي، مشيرة إلى “سحق متحرك الصياد”، وهو تشكيل قتالي تابع للقوة المشتركة، وإلحاق “خسائر جسيمة تجاوزت ألف قتيل”، إضافة إلى الاستيلاء على مئات العربات القتالية والأسلحة الثقيلة. وأكد البيان أن قوات الدعم السريع تلاحق فلول القوات الحكومية التي انسحبت من ميدان المعركة.
وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تتواصل عمليات القصف المدفعي منذ أكثر من أسبوع، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين.
وذكر المتحدث باسم القوة المشتركة أن القصف تنفذه “الدعم السريع”، وأدى إلى مقتل 137 مدنياً وإصابة المئات، ووقوع ضحايا داخل منازلهم نتيجة تساقط القذائف.
ونفى الاتهامات الموجهة للقوة المشتركة بتحويل المدينة ومخيمات النازحين إلى ثكنات عسكرية، واصفاً إياها بأنها “ذرائع لتبرير استهداف المدنيين”.
في غضون ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 36 ألف شخص نزحوا من الخوي والنهود في غرب كردفان خلال الأيام الماضية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن كثيرين منهم نزحوا سابقاً، ويضطرون الآن للفرار مرة أخرى إلى مناطق في غرب وشمال كردفان.
أما على الصعيد الإنساني، فقد حذّرت الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، من تدهور الأوضاع في السودان على خلفية استمرار النزوح وتزايد الاحتياجات.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، إن “أكثر من نصف سكان السودان، أي ما يعادل 6.24 مليون شخص، يعانون من الجوع الحاد”، مضيفاً أن نحو 638 ألفاً يواجهون خطر المجاعة الفعلية.
ودعا دوجاريك جميع أطراف النزاع إلى وقف القتال فوراً، واحترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، محذراً من أن الوضع قد يزداد سوءاً في موسم الجفاف المقبل إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إلى أن عدم الوصول الفوري إلى المحتاجين سيؤدي إلى كارثة إنسانية أوسع، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم للعمليات الإنسانية في السودان.