مرصد مينا
مرّ على السودان اليوم الأربعاء (28 أغسطس 2024) 500 يوم من الحرب المستمرة، حيث لا يزال “الأفق السياسي” للأزمة غائبًا تمامًا، وهي أزمة صنفتها المنظمات الدولية كواحدة من “أسوأ الأزمات الإنسانية” في العالم.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل عام 2023، انقسم السودان تدريجيًا إلى مناطق سيطرة مختلفة؛ إذ يسيطر الجيش على بعض الولايات، بينما تسيطر قوات “الدعم السريع” على ولايات أخرى.
وتحولت 15 ولاية من أصل 18 في السودان إلى ساحات قتال، حتى الولايات التي كانت بعيدة نسبيًا عن خطوط المعارك لم تسلم من تداعيات الحرب، حيث تأثرت بشكل كبير بالأزمات المترتبة عليها.
وقد أصبح من الصعب تقدير عدد الضحايا بشكل دقيق بسبب استمرار الحرب، لكن نقابة الأطباء السودانية تشير إلى أن أكثر من 40 ألف شخص لقوا حتفهم نتيجة النزاع حتى يونيو الماضي.
كما أسفرت هذه الحرب عن كارثة إنسانية كبرى، حيث نزح حوالي 11 مليون سوداني داخل البلاد، بينما لجأ أكثر من مليوني شخص إلى دول الجوار.
وأدت هذه الأوضاع إلى تفاقم خطر الجوع، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني، من أصل 48 مليون نسمة، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة للبقاء على قيد الحياة.
وفي ظل غياب أي بوادر لحل سياسي قريب، تزداد الأزمة تفاقمًا مع تقارير تشير إلى أن الأوضاع قد تتدهور أكثر، ما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة لوقف العنف وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وسبق أن دعت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم للسودان، حيث أصبحت الاحتياجات الإنسانية تفوق بكثير القدرة على الاستجابة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن المساعدات الإنسانية بما فيها الإمدادات الغذائية والمأوى والمواد الصحية، يجب أن تنقل بسرعة وعلى نطاق واسع عبر جميع المعابر الحدودية والممرات الإنسانية إلى المجتمعات في السودان التي تواجه مستويات كارثية من الجوع.
وأشار البرنامج الأممي إلى أن قافلة مساعدات تابعة للبرنامج عبرت من تشاد إلى منطقة دارفور بالسودان عبر معبر أدري الحدودي الأحد الماضي، موضحا أن القافلة كانت تحمل 205 أطنان من المساعدات الغذائية تكفي لحوالي 17 ألف شخص.
واندلعت الحرب بين الطرفين في السودان في صراع على السلطة، بسبب خطة لدمج الجيش والقوات شبه العسكرية “الدعم السريع” في ظل عملية انتقالية كان من المفترض أن تؤدي لانتخابات بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019.
وخلال الفترة الماضية، فشلت جهود الوساطة في وقف الأعمال القتالية.