fbpx
أخر الأخبار

“السويداء” عاصمة منع التجول.. على كل مفرق قتيل

كما لو أن الرياح، كل الرياح تمشي لتوطيد سلطة بشار الأسد في سوريا، أما عن مئات آلاف القتلى، وما يوازي الرقم أو يساويه من المعتقلين والمغيبين فهؤلاء لاشك منسيين، وحين يأتي الكلام عن المهجّرين، يقولون لك “عد إلى الموت في البلد”.

ذروة محاسبة النظام، لم تتجاوز احتفالاً إعلامياً لايخلو من الإضحاك يوم حاكمت محكمة ألمانية ضابط ثانوي في آلة الأسد، كما لو أن المحاكمة تعيد الحق لأصحابه وتعلي كلمة العدالة فوق كلمة “المجزرة”.

السفارات تفتتح في دمشق واحدة وراء الأخرى، وأصوات من جامعة الدول العربية تنادي بعودة بشار الأسد إلى مقعد سوريا في الجامعة، والأمريكان يفتحون طريق العبور للغاز المصري من الأردن عبر الأراضي السورية إلى لبنان مايعني منح بشار الأسد مفتاح صنبور الغاز الذي سيعني فيما يعنيه ترك رقاب اللبنانيين بأيدي بشار الأسد، فيما وزارة نجيب ميقاتي، نصفها لحزب الله، ونصفها الثاني مذعن لحزب الله، ونصفها الثالث بلاحول ولا طول، ونصفها الرابع اكسسوارات في المشهد، ولاشك بأن “من سيربح المليون”، سيكون “جاكال” الإعلام اللبناني وهو يشيد بمناقبية بشار الأسد، حتى ليبدو مراسلاً حربيًا لوكالة أنباء “سانا” التي لم تكن لتنبئ بقدر ماكانت جهازًا ثانويًا للاستخبارات السورية، وفي البلاد ما يكفي لمنح بشار الأسد اليد الطولى، أقله عبر شمال شرقي سوريا فيما لو انسحب الأمريكان من مناطق قسد (وكل المعلومات تشير إلى أنهم بطريقهم إلى الانسحاب)، أما عن جنوبها، فهاهي درعا وقد سقطت بيد الإيراني بتواطئ روسي، والأخطر ما يحدث في السويداء، حيث العصابة بمواجة العصابة، والسلاح الثقيل والخفيف بات بأيدي قطاع الطرق، والنظام إما يموّل العصابة، أو يستثمر في عصابة قد يكون تمويلها من خصومه، وبالنتيجة حيث أمطرت فـ “خراجها له”، ولا رهان على أي حراك شعبي، يرفع عن الناس سطوة الأجهزة، أو يعيد للناس حقها أقله في الرغيف او الخيمة.

إعادة تأهيل النظام.

شعار نسمعه مما يسمى “المجتمع الدولي”، وجاء في ثالث مرحلة من مراحل الشعارات، ابتدأت بإسقاط النظام، ومن ثم إصلاح النظام، واليوم إعادة تأهيل النظام، مايعني إعادة القبضة الحديدية لنظام، كل قبضته إذا ما أعيد تأهيلها، فلن تكون سوى للبطش بالناس، وسرقة الناس، وإعمال الحفارات في جماجم الناس.

على جبهة النظام يصطف لإيراني والروسي، وحزب الله، وفاسدو المال، كما رعاع النظام الذين كلما زاد عددهم قلّ شأنهم، وعلى جبهة الناس، التخلي ، كل التخلي، حتى بات السوري المقتول، مجرد خبر ثانوي في وكالة ثانوية لقصة ثانوية يحررها صحفي ثانوي، فيما معارضاته منشغلة بتكرار شعارات الأمس، لتخاطب لحظة لاتشبه الأمس ولا تقاربه.

جوع، وحرمان، وفوضى أمنية برعاية الأجهزة الأمنية، فما من عصابة إلاّ ووراءها جهاز أمني يحارب عصابة لحساب عصابة، ويستثمر في عصابة لحساب عصابة، ومجمل الحكاية ستتظهر في “السويداء”، وقد باتت مدينة “رعب التجول”، فالناس فيها إما قتلى السلاح، وإما تحت رحمة السلاح، وإما من احتياطيي السلاح، والنكرات باتوا “عليّة القوم”، حتى غابت الأصوات التي كادت ذات يوم ن تشكل ضمير الناس.

الوجه القاتم للبلاد يزداد قتامة، وكلما اتسعت المقابر، اتسعت فرص النظام.

هو نظام حفاري القبور.

إذا ماغاب القتل، لن يكون للنظام مهنة.

دلالته بـ “القتل”، ووسيلته اليوم:

ـ اقتلوا بعضكم بعضًا، وهاهو يجلس على رأس التلة لـ “يتفرج”، دون أن ينشغل بحساب أعداد القتلى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى