قال الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”: إن بلاده اسعى لحل مشكلة سد النهضة الأثيوبي عبر الحوار، مشدداً في الوقت ذاته أنها لن تقبل في أي حال أن يتم تشغيل السد بفرض الأمر الواقع.
وأضاف “السيسي”: “ليس لدينا مصدر آخر للمياه سوى نهر النيل، 95 بالمئة من مساحة مصر عبارة عن صحراء، وأن أي إضرار بالمياه سيكون له تأثيرا مدمرا على المصريين”، لافتاً إلى وجوب الحفاظ على حصة مصر من المياه.
كما أوضح الرئيس المصري أن بلاده على الرغم من أنها بدأت بالتصعيد الدبلوماسي حيال قضية السد ومحاولة تدويله، إلا أنها لا تقف حجر عثرة أمام المشاريع التنموية في المنطقة، لكن على أن لا تكون تلك الشاريع مبنية على حساب مصر والإضرار به، مشدداً على أن حكومته ملتزمة بمسؤولياتها عن أمن المصريين وحياتهم.
وقال السيسي إن أي دولة لا يمكن أن تتعرض لمخاطر مرتبطة بنقص المياه، إلا إذا كانت في حالة ضعف، مدللا على ذلك بما حدث للعراق الذي كان يصله نحو 100 مليار متر مكعب من المياه عام 1990، بينما أصبح لا يصله حاليا أكثر من 30 مليار متر مكعب سنويا.
وكانت أثيوبيا قد أعلنت في وقت سابق رفضها لمشروع تشغيل سد النهضة، الذي أعلنت عنه الحكومة المصرية، واعتبرت أن الاقتراح المصري هو “انتهاك محتمل لسيادة إثيوبيا”، فضلا عن صدوره من طرف واحد دون مراعاة اتفاقيات سابقة.
وزير المياه والري والطاقة الاثيوبي “سيلشي بيكيلي” صرح خلال مؤتمر صحفي عقد في “أديس أبابا” عاصمة أثيوبيا ونقلته وكالة “رويترز” للأنباء، بأن حكومة بلاده ترفض الاقتراح المصري، وقال: “لا يمكن أن نوافق على ذلك”، مؤكدا أن أثيوبيا ستقدم اقتراحاتها بشأن تشغيل السد.
الوزير “بيكيلي” أشار أيضاً في المؤتمر أن “الاقتراح المقدم من مصر تقرر من جانب واحد”، كما أن الحكومة المصرية لم تأخذ بعين الاعتبار الاتفاقيات السابقة الموقعة بين الطرفين.
وتختلف الحكومة المصرية والأثيوبية على حجم المياه التي ستتدفق سنويا لمصر وكيفية إدارتها خلال فترات الجفاف، فقد وصف “بيكيلي” حجم المياه التي أعلنت مصر أنها ستسمح للسد بتصريفها سنويا بـ “غير مناسبة” بالنسبة لإثيوبيا.
تزامناً، كان الأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد أبو الغيط”، قد أكد غب وقتٍ سابق أن الدول العربية تؤيد مصر والسودان في رؤيتهما المتعلقة بقضية سد النهضة، لافتاً إلى مطالبة إثيوبيا بالتسلح بالمرونة بما يراعي مصالح الأطراف الثلاثة.
وقال أبو الغيط: “أثناء اجتماعات مجلس وزراء الجامعة العربية، وفي إطار جلسة مشاورات مغلقة قاصرة على الوزراء ورؤساء الوفود، طرح وزير خارجية مصر سامح شكري، الموقف من خلال رؤية مصر، معبراً عن إحساس القاهرة بأن الجانب الآخر “اثيوبيا” لا يتفاوض بالقدر المطلوب من الإخلاص، وأن لديه قدر واضح من التشدد.
مرصد الشرق الوسط وشمال إفريقيا الإعلامي