مرصد مينا
لم تكشف واشنطن عن خياراتها المتاحة للرد على الهجوم الذي استهدف قاعدة لها قرب الحدود السورية الاردنية والذي نفذته ميليشيات موالية لإيران وأعلنت تبنيها له.
يرى محللون أن هناك عددا من السيناريوهات المحتملة للرد على الهجوم الذي أسفر للمرة المرة الأولى عن مقتل جنود أمريكيين.
ويجادل مشرعون بأن الرئيس يفتقر إلى السلطة لتنفيذ الضربات من جانب واحد، بينما على العكس من ذلك، يقول صقور السياسة الخارجية إنه بايدن لم يذهب بعيدا بما فيه الكفاية، وفق ما نقل موقع “أكسيوس” لكن هذا النقاش داخل الكونغرس لا يحتمل أن يمنع الرد الأميركي على الهجوم الذي أودى بالجنود الثلاثة.
ريتشارد وايتز، المحلل السياسي والعسكري بمعهد هدسون، يرى أن هناك خيارات سهلة وأخرى صعبة أمام الرئيس الأميركي للرد على الهجوم الأخير.
يقول وايتز في حديث لموقع “الحرة” إن الخيار الأسهل والأقرب هو مهاجمة أهداف إيرانية في سوريا، وهو ما قامت به القوات الأميركية من قبل دون رد فعل من النظام السوري.
السيناريو الأصعب، بالنسبة لوايتز، هو مهاجمة أهداف إيرانية في العراق في ظل محادثات سحب القوات، بحسب المحلل الذي يضيف أن تنفيذ ضربات في العراق ستكون الخطوة الأكثر جرأة قائلا: “ولا أعرف إن كان بايدن سيذهب في هذا الاتجاه في وقت هناك مطالب داخل الكونغرس للقيام بذلك”.
ويقول المحلل إن هناك سيناريو آخر وهو مهاجمة إيران مباشرة، لكنه استعبد أن يقدم الرئيس الأميركي على خطوة كهذه. وأوضح “سأكون متفاجئا إن قام بايدن بذلك، لانه أتيحت له الفرصة للقيام بذلك في السابق لكنه امتنع”.
وايتز أردف: أن هناك أعضاء جمهوريين في الكونغرس يطالبون بهذا الخيار “أسهل بالنسبة لهم لأنهم ليسوا في السلطة” يقول، في إشارة إلى صعوبة هذا الخيار.
بدوره يؤكد دافيد رمضان، النائب الجمهوري السابق عن ولاية فرجينيا، أن واشنطن سترد بكل تأكيد، وربما “برد أكثر قوة مما يتوقع كثيرون”.
ويستدرك رمضان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج مايسن “أنه مع ذلك فخيارات الرد ستكون ضمن حدود عدم الرغبة في خوض حرب مباشرة مع إيران وتجنب نزاع إقليمي في الشرق الأوسط.
من بين السيناريوهات المحتملة، بحسب رمضان، هو توجيه ضربة تستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية” سيناريو آخر يقول رمضان هو اتخاذ إجراءات غير مباشرة من خلال وكلاء إقليميين.
ومنذ أكثر من شهرين، يشنّ المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن هجمات في البحر الأحمر تستهدف سفنا يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك دعما للفلسطينيين في غزة، بحسب قولهم.
وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بسلسلتين من الضربات المشتركة ضد الحوثيين، كما نفذت القوات الأميركية غارات أحادية ضد الحوثيين الذين أعلنوا مذاك أن المصالح الأميركية والبريطانية صارت أهدافا مشروعة.
وأثار العنف المتزايد في أجزاء متعددة من الشرق الأوسط مخاوف من نشوب نزاع إقليمي أوسع يشمل إيران بشكل مباشر – وهو السيناريو الأسوأ الذي تسعى واشنطن بشدة إلى تجنبه، بحسب تأكيدات المسؤولين الأميركيين.