“الشمبانزي” الأسدي، وتطور الأنواع

على ماذا راهن “جود” ليدعو إلى مؤتمر للمعارضة السورية، وفي المساحة التي يمكن أن يطلق عليها زنزانة بشار الأسد؟

ـ هل تغير بشار الأسد ودولته الأمنية؟

هذا سؤال.

ـ هل ثمة دول ضامنة لانعقاد المؤتمر في دمشق دون أن تمتد إليه أنياب ضباع الأجهزة الأمنية؟

وأخيرًا:

ـ هل وضع “جود” النظام في مساحة حرجة؟

من جهة تغير بشار الأسد ودولته الأمنية، فهذا أمر مجاب عنه، فالرجل لايتغير، هو يتوالد، ليس كما الحيوانات الفقرية، بل كما لو “بارامسيوم”، بالانشطار ومع كل ولادة يستنسخ نفسه.. نفسه التي تعني:

ـ الإنكار.. القطيعة مع المجتمع والناس.. لغة السلاح حتى لو فقد السلاح.

من جهة دولة “راعية” لانعقاد هكذا مؤتمر في دمشق، فالإجابة ملتبسة، وإذا كان ثمة من ضغط روسي، فهو مقدمة لجرافة روسية تعني فيما تعنيه “إخراج بشار الأسد من السلطة”، ما يعني الانقلاب عليه، وهذا بفعل قاعدة مؤكدة وهي أنه لايمكن لهذه السلطة أن تحاور المجتمع، أي كانت قواه وتعبيراته دون أن تسقط كسلطة، مشروعيتها في القبضة المضمومة لا في الكّف المفتوح،  وليس لدينا من المعطيات ما يقول أن الروس جاهزون حتى اللحظة لصيغة متقدمة في تعاطيها مع المعارضة أو مع النظام، فالتقسيم الوظيفي للبلد لم يكتمل بعد، و “مهنة رئيس” مازالت في الاستثمار الروسي.

بكل الحالات جاء الرد الصريح من الدولة البوليسية، ومفاده أنّ قوات الشبيحة والأمن، التابعة لأجهزة النظام السوري منعت المؤتمِرين من الوصول إلى مكان انعقاد المؤتمر.

مواقع ومصادر مختلفة تتقاطع على الاتفاق على التالي ” كان يفترض أن ينعقد المؤتمر في مكتب هيئة التنسيق الوطنية، وقد عمدت أجهزة النظام الأمنية، ومجموعات “الدفاع الوطني” إلى منع الصحفيين الأجانب من الدخول إلى المكتب، وقامت بتفتيش هويات كافة المواطنين الذين كانوا على مقربة من مكان الحدث”.

المصادر إياها تضيف “أنه تم إخراج الحضور وإغلاق مكتب هيئة التنسيق، في حين ما زال الانتشار الأمني قائماً في المنطقة”.

أكثر من ذلك  قال المنسق العام لـ “هيئة التنسيق الوطنية” حسن عبد العظيم، إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر تلقّت في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، من السلطات السورية أن عقد المؤتمر ممنوع قبل تقديم طلب إلى وزير الداخلية”. وأن “السلطات لم تكتف بالتبليغ، بل إنها أرسلت أفراداً من أمن الدولة والجنائية والشرطة وتوزّعوا أمام البناء الذي كان سيتم فيه عقد المؤتمر، ومنعوا الخروج والدخول، كما منعوا وسائل الإعلام، والصحفيين، من تغطية ما يجري”.

كل ماجرى لايحمل أية مفاجأة، المفاجأة الصاعقة كان يمكن أن تكون بالسماح بانعقاد هكذا مؤتمر، فانعقاده يعني فيما يعنيه أنه بوسع الضباع أن تتحول إلى حمامات سلام، وهذا ما لم يعهده تاريخ “آل الأسد” ولا دولتهم البوليسة، كما لم يعهده تطور الأنواع، ذاك الذي حكى عنه تشارلز داروين، وكان قد حكى عن تطور الشمبانزي ليغدو  “إنسان”.

الشمبانزي “الأسدي” لم ينزل عن الشجرة بعد.

كل هذا بعد أن أحرق الغابات.

Exit mobile version