fbpx

الشيخوخة وقد أصابت أوروبا.. ليبيا مثالاً

مرصد مينا

الحرب تقرع النافذة، وليس من وسيلة لإغلاق نوافذ الحرب سوى بفتح الأبواب لها، هوذا الحال مع التدخلات التركية في ليبيا، وقد انتقلت من تدخلات بالسياسة إلى توريد السلاح والمرتزقة، ومن بعدهما إلى كل العقود الاقتصادية التي تصادر الثروات الليبية، بعدما أغرقت الليبيين بالاحتمالات القاتلة ولن يكون التقسيم مستبعدًا عنها.

وحدهم الروس يدركون حقيقة التدخلات التركية في ليبيا، ووحدهم يدخلون سوقها كمنافسين لها على بلاد هي الثروة، وهي المياه الدافئة، وهي الاستكمال لما أحدثه الروس في سوريا عبر حميميم وطرطوس، فيما المجموعة الأوربية تسبل ذراعيها وتأخذ موقع المزهرية، فلا تتوافق دولة أوربية مع دولة أخرى والتباينات تظهر في مواقف هذه الدول وأقلها التباينات مابين فرنسا وإيطاليا، وكلتاهما ستخرجان من المتوسط لو استتبت الأحوال في ليبيا للتركي والروسي اللذين قد يأخذا البلاد إلى السورنة، فالصيغة السورية لابد وتتناسب مع كليهما، ما يقول وبالفم الملآن، أن اوروبا باتت القارة العجوز بكل ماتعنيه الكلمة، ومايعني أنها الخاسرة في اللعبة التي قد تتلقى أبشع نتائجها، ونعني بالنتائج هنا موضوع المهاجرين الذين ما أن تنتهي الحرب الليبية أو ينجز التقاسم الوظيفي فيها، حتى يقوم أردوغان برمي مرتزقته بمواجهة أوربا، وهم أولئك المرتزقة المدربين على السلاح والغارقين بعقيدة التكفير، لينقلوا بضاعتهم إلى المجموعة الأوربية مستثمرين ضعف القارة، وهي المرحلة الثانية التي لابد لأردوغان اتباعها كما كان حاله مع التجربة السورية.

المشكلة اليوم في أوربا.. في حيادها وتباينات مواقفها، وفي انعدام تقديرها للمرحلة اللاحقة من العسكرة التركية لليبيا، بما يجعل المواجهة التركية مع مصر بمفردها، دون نسيان أن مصر مطوقة سواء عبر امتدادات الصحراء الليبية وقد زرعت بالحركات الارهابية المقاتلة، او عبر سيناء وقطاع غزة، هذا عداك عن أن جماعة الاخوان المسلمين لم يستسلموا بعد مما يدفعهم إلى إحداث قلقلات في مصر، والقلقلات تخصصهم وشغلهم الشاغل الذي طالما تدربوا عليه.

أوربا ستكون أول الخاسرين.. هوذا حال الشيخوخة حين تصيب قارة كان بوسعها أن تقود العالم من مركزه فاختارت أن تقعد في الأطراف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى