الشيخ المؤسس فتك بمنظمة التحرير، والشيخ الوارث يكمل على الباقي

قالها نبيل أبو ردينة، وباللغة التي لاتحتمل الالتباس:”مال حركة حماس يمر عبر مطار بن غوريون، وبإشراف الموساد الإسرائيلي”.

وهنا المفارقة، والمفارقة:

ـ المال قطري بتهليل إيراني.. الوسيط إسرائيلي، والمستفيد “حماس المقاوم لإسرائيل”.

وثانية:

ـ ياللمفارقة.

كلام أبو ردينة لم يكن لأبو ردينة وحده، ثمة تقارير استخبارية اسرائيلية تؤكد الأمر، بل الجغرافية تؤكده بعد السؤال:

ـ كيف تدخل المعونات المالية، سواء القطرية منها أو الإيرانية إلى قطاع غزة المحاصر؟

ستكون القصة أبعد من المال في هكذا حال، ذلك أن المال يموّل السلاح، فموازنة “حماس” تزيد عن “مليار دولار” سنويًا، وياله من مبلغ هائل يصل إلى أرض، لامشفى فيها ولا تعليم ولا حياة، والرغيف فيها يبدو عصي على السكان.

واليوم تخوض حماس معركتها بمواجهة إسرائيل، معرك تختصر بـ:

ـ رشقات صاروخية لاتهدد دولة، ولا تهزم جيشًا ولا تنتصر في حرب.

هي كذلك ولكنها تُعطّل.

ـ تُعطّل ماذا؟

تعطل نضالاً مدنيًا فلسطينيًا راكم ولسنوات، حركة مدنية، كانت امتداداتها قد انتشرت بين صفوف عرب (48)، بعد الضفة والقطاع، مبشرة بإنجازات تتقاطع مع حركات سلام إسرائيلية بمواجهة قوى التطرف الإسرائيلي، وهي حركة وإن كانت مطلبية، فكل الثورات الظافرة في التاريخ المعاصر، كانت حركات مطلبية على العكس من الحركات المسلحة التي لم تتسبب سوى في تعميق الهزائم، وتغوّل العنف، واستبدال الجلاّد بجلاد، وللـ “ربيع العربي”، ما يكفي من الامثلة التي تعلن هزيمة الناس، بعد أن استولى السلاح على الشارع، فتعكسر الشارع لحساب السلطات وعلى حساب الناس، فكان النتيجة:

ـ تحالف أنظمة طغيانية مع حركات طغيانية، بمواجهة الحركات السلمية، وليس ثمة من يشك في الخدمات التي قدمتها “جبهة النصرة” لنظام الشام، وهي الصورة التي تستنسخ اليوم عبر “حماس” بما تقدمه لليمين الإسرائيلي، حتى كادت أن تكون خشبة خلاص لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الذي كان يقف وقبل أيام من صواريخ حماس، على بوابة المحكمة، وبوابة السجن، وبوابة الانهيار.

مال حماس، يعبر عبر بوابة الموساد.. هذه حقيقة،  فكيف لمن يدع مالها يتحرك بهذه الأريحية أن يكون خصمًا وعدوًا؟

لن يكون الأمر كذلك، فالخدمات التي تقدمتها حماس لليمين الإسرائيلي، بل للدولة الإسرائيلية تبدأ بـ:

ـ تفكيك منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها “الجامع الوطني الفلسطيني”، والمؤتمر الشعبي الفلسطيني، والنضال الوطني الفلسطيني، وهي المنظمة التي لم تفلح بالسلاح ولكنها أفلحت بغضن الزيتون، وكان علينا أن نتذكر ياسر عرفات وغصن الزيتون.. غصن الزيتون الذي لايعني ثمارًا عاجلة، بقدر مايعني الثمار المؤجلة التي تعني طول النفس، وتراكم الإنجاز على الإنجاز، فجاءت “حماس” خالد مشعل” و “جهاد إسلاميي رمضان شلّح”، سياحة بالسلاح، لم تنصر فلسطين، ولم تبقي على من ينصر الشعب الفلسطيني، وتلك أول رقصات حماس وقد رقصها مؤسس حماس الأول الشيخ أحمد ياسين، الذي يعلم الكل بأنه من منتجات الموساد وضحية الموساد بآن، واليوم يأتي اسماعيل هنية ليجرف الحركة المدنية الفلسطينية آخذًا بها إلى لعبة السلاح،  في معادلة مفادها:

ـ لا نصر للسلاح، ولا إبقاء على الحركة المدنية الفلسطينية الواعدة.

و:

ـ بالتحالف أيضًا مع الموساد.

فأية هدايا قدمتها حماس للإسرائيليين؟

الهدايا تبدأ بتهديم البيت الفلسطيني عبر تهديم منظمة التحرير على يد المؤسس الشيخ، ولن تنتهي عند اجتثاث الحركة الشعبية الفلسطينية على يد :

ـ الوارث الشيخ.

و:

ـ ستأتي بك الأيام بما لم تعلم.

Exit mobile version