مرصد مينا – هيئة التحرير
يواصل رئيس الحكومة العراقية، “مصطفى الكاظمي” التحرك بعيداً عن الاملاءات الإيرانية، أو هكذا يبدو، لتصحيح مسار العلاقات الخارجية والانفتاح على المحيط العربي والخليجي الذي يتعارض مع المشروع الايراني.
وبعد أقل من أسبوع على زيارته للسعودية، حظي “الكاظمي” حفاوة رسمية خلال زيارته لدولة الامارات العربية المتحدة، اذ استقبله ولي عهد أبوظبي الشيخ “محمد بن زايد” في مطار الرئاسة.
البيت الخليجي..
ولي عهد أبوظبي الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” بحث مع رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي”، الأحد في العاصمة الإماراتية، تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أن “المباحثات شملت التعاون بين البلدين في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية والسياسية، كما بحثا فرص توسيع التعاون في قطاعات الصحة والطاقة والبنية التحتية والعمل على إقامة المشاريع الحيوية المشتركة”.
بدوره، أكد الشيخ “محمّد بن زايد” أنّ “زيارة الكاظمي ستقوّي الجسر الذي يربط بين دولة الإمارات والعراق”، بينما شدد رئيس الوزراء العراقي على أن “أبواب العراق مفتوحة للإمارات في مجال الاستثمار والصناعة وفي كل المجالات، وهذا الأمر مهم للأمن القومي العراقي والمنطقة”.
وكانت المملكة العربية السعودية والعراق قد أعلنت، عن توقيع 5 اتفاقيات بين البلدين، وذلك خلال الزيارة التي أجرها رئيس الحكومة العراقية، “مصطفى الكاظمي” إلى العاصمة السعودية، الرياض الأسبوع الفائت.
الاتفاقيات العراقية – السعودية، شملت مجالات مالية وتجارية واقتصادية وثقافية وإعلامية، الكاظمي بدأ زيارة إلى الرياض قبل ستة أيام، استكمال لاجتماع نوفمبر 2020، الذي تم الاتفاق فيه على جملة من الأمور؛ من أهمها، افتتاح منفذ جديدة عرعر الحدودي لأول مرة منذ 30 سنة. وأعلنت الإمارات يوم أمس الاحد، عزمها استثمار ثلاثة مليارات دولار في العراق، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وخلق فرص جديدة للتعاون والشراكة ودفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي والتنموي لدعم الشعب العراقي.
كما، ثمّن العراق مبادرة دولة الإمارات إعادة بناء منارة الحدباء وجامع النوري وعدد من الكنائس في محافظة نينوى، وتطرق الجانبان إلى ضرورة التعاون الأمني والعسكري، وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب، واتفقا على توسيع التعاون في مجال الطاقة، وخاصة مجالات الطاقة النظيفة.
ترحيب شيعي..
الغياب العربي عن الساحة العراقية منذ العام 2003 تسبب في سيطرت ايران على مفاصل الدولة، اذ يسعى الكاظمي إلى توجيه بوصلة العراق باتجاه الخليج، وإحداث توازن إقليمي يجنبها تداعيات الهيمنة الإيرانية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على مستقبل العراق واستقراره.
ووصف الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس، انفتاح بلاده على الدول العربية بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح. موضحاً أن “انفتاح العراق على الدول العربية خطوة بالاتجاه الصحيح سواء ذلك من خلال زيارة مصطفى الكاظمي للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة”.
الصدر كتب عبر توتير: “لنا مع السعودية والإمارات تاريخاً زاخراً ولنحصل معهم على مستقبل زاهر تجمعنا وإياهم الأخوة والشراكة والسلام من أجل مصلحة بلدنا وبلدانهم وليكون العراق محور السلام في المنطقة أجمع والشرق الأوسط بالخصوص”.
بدوره، أكد “مظهر محمد صالح”، مستشار رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، للشؤون المالية، أن “زيارة رئيس الوزراء إلى دولة الامارات العربية، تضمنت اتفاقات مماثلة لما جرى في زيارته إلى المملكة العربية السعودية، وهي جزء من التعاون ليس السياسي والتجاري فقط، بل الاستثماري ايضا”.
ولفت مستشار “الكاظمي” إلى أن “العراق مستمر بالانفتاح على المحيط العربي والاقليمي، وإصلاح الأواصر التي تقطعت مع المحيط والجيران والأصدقاء وحتى العالم، طوال الأربعين سنة الماضية”.
البيت العربي..
يذكر أنه بعد عقود من التوتر بدأت العلاقات السعودية العراقية تتحسن، عقب زيارة لبغداد في 25 فبراير/ شباط 2017 قام بها وزير الخارجية السعودي آنذاك، “عادل الجبير”، في أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة العراقية منذ العام 199٠.
ويسعى الوزراء العراقي يسعى إلى إعادة توثيق علاقات بلاده مع محيطها العربي على حبل دبلوماسي مشدود في العلاقة مع طهران من جهة والرياض وحلفائها من جهة ثانية.
إلى جانب ذلك، يؤكد مراقبون أن “الكاظمي يرفض سياسة المحاور، وهو الأفضل من بين كل من سبقوه ويحتاج إلى دعم دولي وإقليمي، كي لا يتكرر سيناريو حكومة عادل عبدالمهدي التي قدم العراق إلى ايران بعيداً توازي الشراكة مع الحلفاء التقليديين”.
ويشير الدكتور “نزارمحمود” لـ”مرصد مينا” أن “الطائفية العنصرية في ايران عكرت صفو العلاقات العراقية العربية، والتي انعكست بصورة مباشرة بين الأوساط الشعبية الشيعية في العراق، الذين أججوا العداوة والبغضاء بين الشعبين العراقي والخليجي ولا سيما السعودي”.
وأوضح “محمود” أن “السيطرة الكاملة لإيران على مئات الآلاف من منتسبي ما يسمى بالحشد الشعبي المسلح في العراق، ومرجعياتهم الدينية الطائفية، والاعلان بكل الصراحة عن تأييدهم ودعمهم لجماعة الحوثي اليمنية المقاومة للسعودية، وحزب الله في لبنان، وتدخلاتها السافرة في البحرين وشرق السعودية، لا تستقيم معها علاقات حسن جوار على المستويين الحكومي والشعبي بين العراق والسعودية”.
إلى جانب ذلك، أكد “محمود” أن “الطائفية الشيعية ذات الولاء لإيران معروفة في موقفها غير المحابي، لا بل والمعادي للسعودية، بينما تبقى الطائفة السنية مشتتة في موقفها تجاه السعودية. فالعرب غير الأكراد، والقوى العربية السنية المتشظية سياسياً لم تشكل ثقلاً كبيراً في تحسين صورة العرب والسعودية في عقل وضمير العراقي”.
ومن المنتظر أن يبدأ كل من العراق ومصر والأردن هذا الأسبوع، صياغة ثلاثية في بغداد، كانت قد تأجلت بسبب حادثة المطار في سوهاج المصري، قد تعيد تشكيل العلاقة بين العراق ومحيطه العربي.