مرصد مينا
يواجه المغربي أشرف حكيمي صديقه الفرنسي كليان امبابي ضمن مباراة نصف النهائي بين المنتخب المغربي والمنتخب الفرنسي الثلاثاء..
يرتبط امبابي وحكيمي منذ انضمام الأخير إلى صفوف باريس سان جرمان الموسم قبل الماضي.
للمصادفة، ستكون مهمة حكيمي رقابة مبابي، لأنه يلعب في مركز المدافع الأيمن، فيما يشغل مبابي مركز الجناح الأيسر، وبالتالي فإن المنافسة ستكون على أشدها بينهما من أجل هدف واحد هو بلوغ المباراة النهائية للعرس العالمي الأول في الشرق الأوسط.
حكيمي وجه رسالة خاصة إلى مبابي عقب تأهل منتخبي بلدهما إلى دور الأربعة، عبر نشره تغريدة عبر حسابه على توتير، قال فيها “أراك قريبا يا صديقي”، رد عليها الأخير بثلاثة قلوب.
لم يكن حكيمي مرتاحًا في سان جرمان عندما حطّ الرحال قادما من إنتر، لكنه وجد ضالته في مبابي أحد أبناء جيله مواليد 1998.
منذ خطواته الأولى في العاصمة، جعل مبابي الأمور أسهل على حكيمي بفضل إتقانه للغة الإسبانية وتقاسم نفس الاهتمامات حسبما ذكرته صحيفة “لو باريزيان”.
وجد حكيمي المنتمي إلى عائلة مغربية مهاجرة في إسبانيا، على غرار زميله المولود في فرنسا من أب كاميروني وأم جزائرية، في مبابي الصديق الوفي الذي ساعده على التأقلم في العاصمة الباريسية ولغة لا يفقهها.
وقال مطلع العام الحالي “صداقتي الوطيدة مع مبابي لها أسباب عدة، حيث أننا شابان نبلغ من العمر 23 عامًا، نتشارك نفس الأذواق، نتحدث عن الموسيقى وألعاب الفيديو، نذهب إلى المطاعم أو نقضي الوقت معًا، نحب بعضنا البعض، وهذا الأمر يُلاحظ داخل الملعب وخارجه”.
وأضاف “لا أتحدث الفرنسية بشكل كبير مع مبابي، لكني بشكل عام أحاول تحسين هذه اللغة عبره. أنا أستمتع بتعلم هذه اللغة، وعلاقتي مع مبابي واحدة من أكثر الأشياء التي تساعدني على تعلمها، حتى لو كانت صعبة بعض الشيء”.
النجم الفرنسي قام بزيارة زميله في فندق الإقامة قبل مواجهة إسبانيا في ثمن النهائي. فيما نشر مبابي تغريدة كتب فيها: “أشرف حكيمي” إلى جانب بعض الرموز التعبيرية منها صورة بطريق وقلب وتاج.
وخطف حكيمي الأنظار برقصة البطريق، بعدما سجل ركلة الحسم، وهي نفس الرقصة التي قام بها رفقة زميله الإسباني سيرخيو راموس في إحدى مباريات باريس سان جرمان هذا الموسم.
تجمَع حكيمي مع زميله مبابي، علاقة صداقة وطيدة منذ سنوات، حيث عهدا دائماً على مشاركة صورهما معاً خارج الملعب، كما يسافران معا أبرزها عندما تواجدا في العاصمة مدريد آواخر الموسم الماضي، عندما كان النجم الفرنسي مرشحا للانتقال إلى ريال مدريد الإسباني قبل أن يقرر البقاء في باريس.
وقتها وجد حكيمي نفسه أمام نيران الانتقادات، بين من اعتبره محرّضاً لمبابي على الرحيل ومن يرى أنه ممتعض من النادي الملكي الذي رفض إعادته إلى صفوفه عقب انتهاء إعارته مع بوروسيا دورتموند الألماني ثم إنتر ميلان الإيطالي.
وصدق حدس مبابي عندما أعلن في المعسكر الاعدادي لباريس سان جرمان في الدوحة قبل انطلاق الموسم أن المغرب وفرنسا سيلتقيان في المونديال.
وقال بابتسامة عريضة وباللغة الإنكليزية في فيديو نشره نادي العاصمة على قناته الرسمية “سأضطر إلى تدمير صديقي”، رد عليه حكيمي بـ”سأضربه”.
ضحك مبابي ورد: “هذا يحطّم قلبي قليلاً، لكن كما تعلم، كرة القدم هي كرة القدم. يجب أن +أقتله+”.
ستكون مباراة الثلاثاء حاسمة بين هذا الثنائي المتفاهم جدا، لأن الفائز بها سيخطو خطوة على حساب الآخر لتحقيق حلم لامسه وساهم فيه مبابي في النسخة الأخيرة في روسيا عام 2018، ويطمح حكيمي إلى معانقته للمرة الأولى في تاريخ بلاده لتأكيد مشواره الرائع في البطولة الحالية.
سيضع مبابي وحكيمي الصداقة بينهما جانبا خلال المباراة، ولكن بعدها سيكون كلام آخر!