انتقل الصراع التركي الكردي من شمال سوريا إلى ألمانيا في القارة الأوربية التي تبعد آلاف الأميال عن منطقة الصراع العسكرية.
حيث أحصت الشرطة الألمانية عدة عمليات اشتباك وإهانة بين الطرفين في مناسبات عدة، تراوحت بين الضرر الكامل أو الجزئي، إضافةً لاستخدام الآلات الحادة والسلاح الأبيض.
ويشهد اليوم السبت في مدينة كولونيا الألمانية، حيث وصل أكثر من 14 ألف متظاهر كردي للتنديد بالعملية العسكرية التركية في الشمال السوري “نبع السلام” التي شنتها تركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وتخشى السلطات الألمانية من حدوث مواجهة بين الأكراد والأتراك.
ويعيش في ألمانيا أكبر تجمع للجاليتين التركية، والكردية في العالم، إذ تقدر السلطات الألمانية عددهم بنحو ثلاثة ملايين كردي وتركي، لهم انتماءات سياسية وأيدلوجية مختلفة، بالرغم من أن غالبية الأكراد في ألمانيا يحملون الجنسية التركية.
ومساء الاثنين الماضي أي قبل أن تعلق العملية العسكرية التركية، في مدينة “هيرن” الألمانية غربي البلاد، ولدى مرور متظاهرين من الأكراد أدى أتراك “تحية الذئب” في بادرة تعني الانتماء إلى القوميين اليمينيين المتطرفين يعتبرها الأكراد استفزازاً، وسرعان ما وقع شجار أصيب خلاله خمسة أشخاص بجروح طفيفة، ويشار إلى أن هذه الإيماءة التي تحاكي رأس الذئب، تتساهل حيالها السلطات في ألمانيا لكنها محظورة في النمسا منذ العام 2018.
وسجلت حادثة طعن بالسكين في العاصمة “برلين” في اليوم ذاته، إذ تعرض شاب يرتدي سترة مطرّزة بالعلم التركي لهجوم بالسكاكين نفّذته مجموعة من 15 شخصاً.
وغالبا ما تلاقي الأوضاع في تركيا، من محاولة الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب إردوغان في تموز 2016 إلى الهجمات ضد الأكراد، أصداء في ألمانيا حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين تركي وكردي.
وتخشى السلطات الألمانية انتقال الشحن السياسي والعداوة التاريخية بين الأتراك والأكراد إلى أراضيها، فبالرغم من من مرور سنوات على تواجد أبناء الجالتين في ألمانيا، حتى إن كثيراً منهم ولدوا في ألمانيا، فإن الشحن القومي ما زال مستمر بين أبناء الجالتين.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي