مجددًا تعود قضية مقتل “الظواهري” إلى الواجهة، ولكن ليس من بوابات التخطيط البوليسي للعملية التي استهدفته.. لا.. تعود من بوابة “البزنس” فهذه صحيفة “وول ستريت جورنال” تعلم قراءها بأن الولايات المتحدة قد لا تفرج عن مليارات الدولارات من الأموال الأفغانية المودعة في أمريكا، بعد الغارة الجوية التي قتلت زعيم القاعدة في كابول وسط مخاوف من عودة الإرهاب العالمي من البلد الذي تحكمه حركة طالبان.
جاء في تقرير الصحيفة أن “إدارة الرئيس بايدن قررت عدم الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأموال المجمدة التي أودعها المصرف المركزي الأفغاني في البنوك الأمريكية وأوقفت المحادثات مع طالبان بشأن الأموال بعد مقتل أيمن الظواهري”، اما المصدر فهو “نقلا عن مسؤولين أمريكيين”، وفي العادة فحين يكون المصدر على هذا النحو من التعميم فإنه لايعني سوى “الاستخبارات”.
الصحيفة أشارت إلى أن “القرار هو تراجع عن التقدم الملحوظ في المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان وصفقات مما بدد الآمال في تحقيق تعاف اقتصادي في أفغانستان حيث يواجه الملايين المجاعة بعد عام من سيطرة الحركة على الحكم”.
الصحيفة تابعت القول أن “الغارة الجوية بطائرة مسيرة التي قتلت الظواهري كشفت عن صدوع عميقة داخل الحركة وأثارت مخاوف الغرب من إمكانية عودة الإرهاب العالمي النابع من أفغانستان”.
وكان الظواهري يعيش مع عائلته في وسط كابول إلى جانب بيت ضيافة تابع لوزير الداخلية القوي في حكومة طالبان سراج الدين حقاني.
وبعد قتل زعيم القاعدة علقت الولايات المتحدة كل المحادثات مع المسؤولين الماليين في حكومة طالبان واستبعدت استخدام بعض الأموال في عمليات الإغاثة الإنسانية وتحقيق الاستقرار للاقتصاد الأفغاني، مع أنها اقترحت في الماضي أن هذا قد يكون خيارا.
من المعلومات الاضافية التي قدمتها الصحيفة أن “المصرف المركزي الأفغاني يحتاج هذه الأموال لاستئناف المهام الرئيسية الهادفة لمنع التضخم والحفاظ على سعر الفائدة وإنعاش الاقتصاد”.
وقال المبعوث الأمريكي البارز توم ويست في تصريحات لـ “وول ستريت جورنال”: “لم نعد نرى أن إعادة رسملة البنك المركزي خيار في المدى القريب”.
وتابع ويست أنه تعامل مع المسؤوليين المصرفيين في طالبان لعدة أشهر قبل التوصل لهذه النتيجة “ليست لدينا الثقة من أن المؤسسة لديها الضمانات والرقابة لإدارة الأرصدة بطريقة مسؤولة” و”لا داعي للقول، فتوفير طالبان الملجأ لزعيم القاعدة أيمن الظواهري عزز من القلق العميق الذي لدينا من تحويل بعض الأموال إلى الجماعات الإرهابية”.
ولا تزال الولايات المتحدة المانح الأكبر في المساعدات لأفغانستان، حيث يتم توزيع الأموال عبر المنظمات الدولية.
بالنتيجة، الأفغان يعانون المجاعة، والمال في الصندوق الأمريكاني، ومقتل الظواهري سيكون ربحًا مضاعفًا:
ـ الخلاص من قيادي بارز من قياديي القاعدة.
ومصادرة اموال بالمليارات.
حدث هذا بعد مقتل القذافي، وكذا بعد مقتل صدام حسين، وسيحدث إذا مارحل اي طاغية أو قتل.
حرب “بزنس”.. الرابح فيها من يملك صندوق الودائع، الودائع التي لابد من السطو عليها، وهذا مايحصل.