مرصد مينا – العراق
اعتبرت صحيفة “آسيا تايمز” أن اختيار مصطفى الكاظمي رئيسا لوزراء العراق أمر حاسم لتحقيق الاستقرار في البلد الذي هزته الاحتجاجات الشعبية ووباء كورونا.
الصحيفة رأت، في تقرير لها بعنوان “العراق يختار أن يكون: سنغافورة أو لبنان”، إن “هناك مسألتين تواجهان الكاظمي، وتحددان مصيره وفترة بقائه في منصبه”، موضحة أن “المسألة الأولى هي تجاوز نظام المحاصصة الذي بنيت عليه العملية السياسية في العراق بعد العام 2003، أما المسألة الثانية فهي دمج الميليشيات المنضوية تحت مظلة الحشد الشعبي في قوات الجيش الوطني”.
وقالت “آسيا تايمز” إن “على الكاظمي إلى إلقاء نظرة على لبنان، اذ تتواجد ميليشيا غير حكومية متمثلة في “حزب الله”، وهي أقوى من الجيش الوطني، فيما لا يزال السياسيون غارقون في التفكير الطائفي، وهذا ليس نموذجا يحتذى به لمستقبل العراق”، مضيفة “يقال إن النموذج المفضل لدى الكاظمي هو سنغافورة، حيث يحتفظ رئيس الوزراء الجديد بصورة في مكتبه ببغداد لأول رئيس وزراء لتلك الدولة المتطورة”.
وأكدت الصحيفة أن على الكاظمي، من أجل تحقيق النجاح، استغلال التحولات الحاصلة في المواقف الداخلية والخارجية، فعلى الصعيد الداخلي هناك تحول بموقف المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، اذ يشير خروج الفصائل الموالية له من الحشد إلى أن السيستاني سئم من عمل الميليشيات الشيعية الخارجة عن السيطرة والموالية لإيران، وهو على استعداد لممارسة نفوذه من أجل إخضاعها لسلطة الدولة.
أما على الصعيد الخارجي، فقد غيرت الولايات المتحدة موقفها من نظام المحاصصة في العراق، وظهر ذلك واضحا في تصريحات وزير الخارجية “مايك بومبيو”، مطلع هذا الشهر، عندما دعا القادة العراقيين إلى التخلي عن هذا النظام والمضي قدما لتشكيل حكومة ترضي الشعب، وذلك وفقا لما ورد بالتقرير.
واعتبرت الصحيفة أن هذين الموقفين يشيران إلى حصول تغيير في مزاج جهتين قويتين، تتمثلان في مؤسسة النجف الدينية والولايات المتحدة، ولدى الكاظمي الفرصة للاستفادة من هذه التغيرات، داعية إياه إلى اتخاذ قرارات مصيرية بعيدة المدى، ووضع الهوية الوطنية قبل ولاءات المجتمع في بلد تعصف به الخصومات الطائفية.