مرصد مينا
تشهد المنطقة في الآونة الأخيرة تصاعداً في التوترات، خاصة مع التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بشن ضربات على مواقع الفصائل المسلحة الموالية لإيران داخل الأراضي العراقية.
هذه التهديدات تثير قلق الحكومة العراقية التي تسعى جاهدة لتجنب التصعيد العسكري والحفاظ على استقرار البلاد وسط الضغوط الإقليمية المتزايدة.
في هذا السياق، تبرز تساؤلات عديدة حول قدرة العراق على تجنب التدخلات العسكرية الإسرائيلية، سواء كان ذلك نتيجة الأنشطة العسكرية لفصائل مسلحة أو التصعيد الإقليمي.
العراق في مرمى الاستهداف الإسرائيلي
وحذر مستشار رئيس الحكومة العراقية، حسين علاوي، من أن التهديدات الإسرائيلية تشكل محاولة لتبرير استهداف أراضي العراق ضمن حملتها العسكرية الإقليمية.
كما أكد علاوي أن العراق يرفض أن يكون جزءاً من هذا التصعيد، مشيراً إلى أن الحكومة العراقية تعمل على تجنب أي مواجهة مع إسرائيل، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية الداخلية التي تحتاج إلى استقرار بعيدًا عن التدخلات العسكرية الخارجية.
وأوضح أن العراق يبذل قصارى جهده للحفاظ على سيادته الوطنية وأمنه الداخلي، رغم الضغوط الإقليمية.
سياسة الحفاظ على الاستقرار والحياد
وفي ظل الضغوط المتزايدة، أبرز حسين علاوي أن الحكومة العراقية تتبع سياسة الحياد في النزاعات الإقليمية وتسعى جاهدة للحفاظ على استقرار البلاد السياسي والاجتماعي.
وأكد أن العراق يتعاون مع المجتمع الدولي لضمان عدم انجرار البلاد إلى حرب إقليمية.
وأضاف أن الحكومة العراقية تواجه تحديات كبيرة في مواجهة الأنشطة العسكرية لفصائل مسلحة، خاصة تلك المدعومة من إيران، التي قد تجر العراق إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
تحديات أمنية
وأوضح علاوي أن العراق يواجه صعوبة في فرض سيطرته على جميع الفصائل المسلحة داخل أراضيه، ما يعقد الجهود الحكومية في ضمان الأمن الداخلي.
ورغم هذه التحديات، تعمل الحكومة على تعزيز قدراتها العسكرية والاستخباراتية لاحتواء أي تهديدات قد تطرأ.
علاوي أكد أن العراق لا يرغب في أن يكون ساحة للصراعات الإقليمية أو جزءًا من التوترات بين القوى الكبرى في المنطقة.
وحذر مستشار الحكومة العراقية من أن الأنشطة العسكرية لفصائل مسلحة قد تؤدي إلى تصعيد الوضع بشكل كبير، ما يهدد باندلاع حرب مفتوحة بين العراق وإسرائيل.
هذه الفصائل المدعومة من إيران قد تشكل تهديداً خطيراً على استقرار العراق، وقد تجبر الحكومة العراقية على اتخاذ مواقف عسكرية غير مرغوب فيها.
وفي إطار هذه الأزمة، أكد حسين علاوي أن الحكومة العراقية تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة ودول الخليج لضمان الحماية من التصعيد الإسرائيلي المحتمل.
العراق يسعى للحصول على دعم دولي لضمان سيادته وأمنه الداخلي، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في غزة والتهديدات العسكرية التي قد تمس العراق مباشرة.
وقال علاوي في هذا السياق، إن العراق يعمل على الحصول على ضمانات دولية لضمان عدم تدخل إسرائيل في الشؤون العراقية، ما يعزز موقف العراق في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية.
تجنب التصعيد الإقليمي
بشأن المستقبل السياسي للعراق، أشار علاوي إلى أن العراق يبذل جهداً دبلوماسياً كبيراً لتجنب التصعيد الإقليمي وحماية استقراره الداخلي.
أيضا، فإن الحكومة العراقية تعمل على توسيع نطاق الحوار مع القوى الكبرى والإقليمية لضمان حلول سلمية بعيداً عن الصراع العسكري.
وأكد علاوي أن العراق لن يكون جزءاً من التصعيد في المنطقة، خاصة في ظل الأزمات المتواصلة في لبنان وغزة، التي قد تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.
من هنا، تظل الدبلوماسية العراقية مرنة في مواجهة هذه التحديات، مع التأكيد على أهمية الحوار والحلول السلمية لتفادي الحروب الإقليمية، يقول علاوي.
ورغم ذلك، فإن الحكومة العراقية تواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والداخلي. وبينما تظل الأنظار مشدودة إلى تصاعد التوترات في المنطقة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستنجح الدبلوماسية العراقية في تجنب التصعيد العسكري مع إسرائيل؟ أم أن الوضع سيؤدي إلى تصعيد لا مفر منه؟