العراق والكويت.. عهد جديد

بعد قرابة ثلاثة عقود من الزمن، بدأ العراق والكويت بفتح صفحة جديدة في العلاقات المستقبلية، بعد سنوات طوال من الجفاء بسبب الانتهاكات التي ارتكبها نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

العراق، أكد عزمه طي صفحة الماضي مع الكويت، ساعياً لبناء أسس لعلاقة جديدة بعيدة عن المأساة التي تسبب بها النظام الماضي.

حيث قالت الخارجية العراقية، الجمعة ، أن بغداد تسعى لأنهاء آثار المأساة التي تعرض لها الشعب الكويتي، على يد النظام السابق صدام حسين، في مجال الأسرى والمفقودين.

وفي هذا الشأن أوضح المتحدث باسم الخارجية العراقية “أحمد الصحاف” في بيان له، نقلته وكالة الأنباء العراقية “واع”، “أن السلطات العراقية تسعى وباهتمام بالغ، لإنهاء آثار المأساة الإنسانية التي تعرض لها الأشقاء الكويتيون، إبان الاجتياح الصدامي لبلادهم في سنة 1990، والتوصل إلى مصير الأسرى والمفقودين الكويتيين”.

وأضاف الصحاف أن” الفريق الفني العراقي المعني، وبمشاركة بعثة الصليب الأحمر في بغداد، تمكن من العثور على إحدى المقابر الجماعية في محافظة المثنى في وقت سابق، تضمّ رفات 46، وأسفرت النتائج الأولية للتحليل الجينيّ عن أن 32 من هذه الرفات عائدة للمفقودين الكويتيين”.

وتابع المتحدث بإسم الخارجية العراقية بيانه، قائلاً” وزارة الخارجية ترأست الوفد العراقي إلى إجتماعات عمان للجنة الفنية الفرعيّة الـ 109، واللجنة الثلاثيّة الـ 48 ، وستعمل مع الجانب الكويتي لنقل هذه الرفات، وإتاحة كل الدعم المناسب لتيسير النشاطات القادمة”.

وفي هذا الإطار يؤكد العراق أنه” لن يدخر جهداً من أجل تحديد مصير أبناء باقي المفقودين، وما تم اكتشافه مؤخراً، ماهو إلا مؤشراً، على استمرارالجهود التي أدت للتوصل إلى معلومات تتعلق بهذه الرفات، والذي يعتبر تقدماً ملموساً في طريق إنهاء هذا الملف، ويأمل العراق ويعمل بجد لتحديد مصير جميع المفقودين، بحسب الوكالة الرسمية.

يأتي هذا البيان في الذكرى 29 للغزو العراقي للكويت، عندما شن الجيش العراقي هجوماً على الكويت في 2 آب 1990، إنتهى بإستيلاء القوات العراقية على الأراضي الكويتية، ثم أعلنت الحكومة العراقية آنذاك ضمها للعراق وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت.

من جهتها أصدرت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” بياناً، قالت فيه، “تتزامن الذكرى 29 للغزو العراقي للكويت والتي تصادف، الجمعة، مع خطوات حثيثة من كلا البلدين لطي صفحة الماضي المؤلم، وفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر وحل المشكلات بين الأشقاء، مشيرة إلى أن الزيارة التي قام بها أمير البلاد الشيخ “صباح الأحمد جابر الصباح” الى العراق 19 يوليو الماضي، أقل ماتوصف بأنها تاريخية وتعد مؤشراً مهماً لتعزيز العلاقات السابقة بين حكومتي البلدين، وحل ماتبقى من أمور عالقة واحدة تلو الأخرى، وتذليل العقبات أمام التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version