العقوبات ضد إيران.. سلاح أقوى من الحرب!

تبدو الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من حلفاء، لا يرغبون في فتح أي حرب عسكرية ضد إيران في الآونة الحالية، إلا أن الامتناع عن الأداة العسكرية، لا يعني عدم امتلاك الحلف الأمريكي لأسلحة قد يصل تأثيرها إلى ذات النتائج الحرب المباشرة إن لم يكن أكثر.

فالسياسة الأمريكية وفق آراء سياسية، هدفها الحالي هو قوقعة إيران داخل جغرافيتها الحدودية، وذلك من خلال اصطياد أذرعها المختلفة من مالية وسياسية وعسكرية وغيرهم، الواحد تلو الآخر.

وفي هذا الإطار، قالت وكيلة الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية إن واشنطن تسعى إلى تجفيف منابع الإرهاب الإيراني المالية والتي تعتبر الراعي الرئيس للإرهاب في العالم، مؤكدة أن الولايات المتحدة استطاعت خلال العامين الماضيين من قطع ملايين الدولارات من العائدات الإيرانية، والتي كانت ستدفق من أجل دعم الإرهاب.

عقوبات أمريكية

“سيغال مندلكر” وكيلة الخزانة الأمريكية صرحت يوم الأربعاء خلال اجتماع لها في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية الواقع في واشنطن أن “تجفيف منابع الإرهاب الإيراني المالي تم من خلال فرض العقوبات على الحرس الثوري الإيراني، والنبك المركزي.

إضافة إلى فرضها على أكبر القطاعات المدرة للدخل الاقتصادي الإيراني، أي قطاعات الطاقة، والنفط، والشحن، والسيارات والطيران، والمعادن النفيسة، وتصنيف أكثر من 1000 فرد وكيان وطائرات وسفن إلى قائمة الإرهاب”.

وأوضحت أن الولايات المتحدة الامريكية لم تغفل عن المحاولات الإيرانية في التلاعب، فقامت بإصدار نشرة شاملة من أجل تحذير المؤسسات المالية من الطرق التي يستخدمها النظام الحاكم في إيران بهدف الالتفاف على العقوبات، “من خلال الشركات الوهمية والوثائق المزورة، وغيرها من الممارسات الخادعة”، على حد وصفها.

وفي السياق كان وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” آخر من تم إدراجهم على قائمة العقوبات الأمريكية، و أعلنت ذلك الخزانة الأمريكية يوم أمس الأربعاء، بعد قرر من الرئيس “ترامب” بتنفيذ تلك العقوبات عليه، باعتباره يقوم بتنفيذ تلك الأجندة المتهورة للزعيم الإيراني الأعلى بصفته المتحدث الرسمي والرئيسي لإيران، وقبله بشهر أدرج عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين على رأسهم المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي على تلك القائمة.

وشملت العقوبات بحق إيران بحسب ما صرحت به المسؤولة في الخزانة الأمريكية “قطاع الصناعات البتروكيماوية التي تقدم الدعم المالي لمجموعة من شركات الحرس الثوري الإيراني، والتي تفرض سيطرتها على 40% من إجمالي الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في إيران، وكذلك هي تعتبر مسؤولة عن 50% من إجمالي صادرات البتروكيماويات”.

إيران داعمة لحركات الإرهاب العالمية

العقوبات الاقتصادية الصارمة التي تنفذها الولايات المتحدة على إيران على كافة الأصعدة أجبرت الاتفاق العسكري الإيراني على الإنخفاض وبشكل واضح خاصة مع خفض إيران لصادراتها النفطية، وإعلان الرئيس الإيراني أن اقتصاد بلاده يمر بمرحلة هي الأسوأ عليه منذ 40 عاما مضت.

وجاء في خطاب وكيلة الخزانة الأمريكية ” مندلكر” أن إيران وبصفتها “الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، تعطي الأولوية لتمويل الأنظمة الوحشية والإرهابية على دعم شعبها، وتوفر مليارات الدولارات لجماعات إرهابية من مثل حزب الله اللبناني، وحركة حماس، وتمول أيضا حملة بشار الأسد ضد مواطنيه، وترسل اللاجئين الضعفاء والجنود الأطفال للموت في سوريا، يقاتلون من أجل قوات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وقوات القدس التابعة لها”.

وأضافت أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قد أصدر أيضا “نشرة استشارة بحرية مطولة تصف لشركات الشحن وشركات التأمين، و لمالكي السفن والمديرين، والمشغلين، “ممارسات إيران الخادعة والمخاطر المرتبطة بالتعامل مع شركات النفط الإيراني، وتسهيل شحنات النفط إلى الموانئ التي تملكها وتشغلها الحكومة السورية”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version