وصل الغاز الروسي إلى تركيا اليوم، بعد أن دشن الرئيسان التركي “رجب طيب أردوغان”، والروسي “فلادمير بوتين” خط السيل التركي الشمالي، في خطوة تقارب بين البلدين، ربما لم تعجب الولايات المتحدة الأمريكية، التي يقلقها التقارب الروسي التركي، خاصة بعد أن توجهت تركيا العضو في حلف الناتو، إلى السوق العسكرية للعدو التاريخي للناتو “روسيا”، رافضة الانصياع للقيود الأمريكية.
ويبدأ مشروع خط أنابيب السيل التركي من الأراضي الروسية ويعبر أسفل قاع البحر الأسود، ليدخل الأراضي التركية عبر ولاية قرقلار إيلي الشمالية الغربية ومن ثمّ إلى الأراضي اليونانية التي ستكون خزاناً للغاز الروسي عند نهاية المشروع.
وتأخر إطلاق المشروع بسبب سوء العلاقة الروسية الأوكرانية، حيث كان الخط سيمر في الأراضي الأكرانية، ما دفع روسيا للبحث عن طرق أخرى لإيصال غازها إلى أوربا، وكان الطريق الأفضل هو الطريق المار عبر الأراضي التركية.
وخلال مراسم الافتتاح، قال الرئيس الروسي “فلادميربوتين”، أثناء مراسم التدشين بأن “التعاون بين تركيا وروسيا يزداد في جميع المجالات رغم التوترات ومحاولات البعض إعاقته . . . خط السيل التركي ليس فقط من أجل تركيا وروسيا، بل لكل القارة الأوروبية”.
وأكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أن “السيل التركي الذي بذلنا جهوداً كبيرة مع أصدقائنا الروس من أجله، يعد مشروعا تاريخياً فيما يخص العلاقات الثنائية وخارطة الطاقة”.
وأوضح الرئيس التركي الهدف من هذا التقارب: “هدفنا المشترك جعل تركيا مركزاً عالمياً للطاقة ولا نرغب في التسبب بأي توتر في العالم”.
ولفت الرئيس التركي إلى أن “15.75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من أصل 31.5 مليار ستصل إلى تركيا مباشرة بفضل “السيل التركي” دون أي بلد وسيط”، مشدداً على أنه “لا مجال لتمرير أي مشروع في شرق المتوسط يستبعد تركيا”.
وتنظر كل من تركيا وروسيا، لخط السيل التركي الشمالي، على أنه مكسب سياسي، يزيد من مكانة كلا البلدين في إعادة صياغة العالم من جديد، وخاصة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويتكون المشروع الضخم من 4 أنابيب تصل القدرة الاستيعابية للواحدة منها إلى 15 مليار و750 متر مكعب من الغاز الطبيعي، ويبلغ طول المشروع ألف و117 كيلو متر، 910 كيلو متر تحت قاع البحر الأسود و260 كيلو متر فوق سطح الأرض.
ويتوقع أن تضخ روسيا عبر هذا المشروع قرابة 63 مليار مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، حيث من المقرر أن تأخذ تركيا قرابة 14 مليار متر مكعب من هذه المادة سنوياً، ويتم ضخ الكمية المتبقية (49 مليار متر مكعب) إلى دول القارة الأوروبية.