الغاز سيجرُّ الدوحة للمصالحة

يزداد الخوف القطري يوما بعد يوم، من سيطرة سعودية محتملة في المستقبل على سوق الغاز العالمي، حيث أن هذا الأمر دفع بالحكومة القطرية إلى التفكير بشكل جدي للقيام بتبديل مواقفها السياسية، من أجل الإبقاء على مصالحها كدولة تعتمد على إنتاج الغاز بشكل رئيسي.

قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الرياض هذا الأسبوع، ستحمل الكثير من المفاجئات، وأهما كما هو متوقع، تغير المواقف القطرية حيال جيرانها، بعد المقاطعة التي فرضت عليها من قبل دول خليجية وهي: ” السعودية، الإمارات، والبحرين” منذ حوالي السنتين تقريبا.
وكان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية “عادل الجبير”، أشار إلى أنه بعد دعوة أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد” من أجل المشاركة في قمة الرياض الخليجية المرتقبة، فإن تغير موقف الدول الخليجية المقاطعة لقطر، متعلق بما ستقوم به من خطوات جدية حيال إنهاء الأزمة.
ويمكننا أن نرى مدى تقارب دول الخليج من خلال ما سيجري من خلال قمة الرياض المنتظرة، حيث أن إنتاج الغاز الطبيعي كيفية تطور العلاقات بين الحكومات الخليجية الغنية بالنفط.
ويرجح خبراء إمكانية إنشاء تحالف خليجي من خلال ما تملكه هذه الدول من غاز ونفط، من شأنه أن يضع دول الخليج كجهات فاعلة رئيسية في صياغة مستقبل الطاقة في منطقة أوراسيا، حيث أن المستقبل لتطور إنتاج الغاز وتقديمه كبديل بيئي للنفط لتشكيل كارتيل غازي يوازي أوبك النفطي، بحسب ما قاله خبراء مطلعون.
يقول خبراء: ” إن من مصلحة قطر التراجع عن مواقفها السياسية والمضي في صف السعودية والإمارات، أن يتعاونوا على تطوير مستقبل الغاز، لاسيما مع تصاعد منتجين آخرين في حوض المتوسط هما مصر وقبرص، اللتين ستعملان سوية في مشروع جديد للتنقيب عن الغاز.

الخلاف الخليجي من المحتمل أن ينتج عنه إنشاء شبكة غاز إقليمية في الوقت الذي تخطط فيه قطر لزيادة إنتاجها السنوي من الغاز الطبيعي المسال، مع بدء المملكة السعودية بالاستثمار أكثر في مجال الغاز، من أجل أن تلعب دورا رئيسيا في توزيع الغاز العالمي والتحكم به.

Exit mobile version