الغبار والشمس هما من قتل الديناصورات

إن كنت تعتقد أن تصادم كوني عملاق هو من قتل الديناصورات التي كانت تعيش مكاننا على الأرض قبل ملايين السنيين، فعليك اليوم أن تغير أفكارك، لأن الحقيقة مخالفة تماماً لما كنت قد تعلمته في المدارس.

قتلت الديناصورات بعد سنوات طويلة من انتشار الغبار الذي غطى الأرض بالكامل وحرم تلك الكائنات الضخمة من أشعة الشمس، فالغبار أولاً والشمس ثانياً هما من قتل تلك المخلوقات التي لو وجدت اليوم لانقرضنا نحن البشر.

ففي دراسة حديثة أكد علماء يابانيون بالاشتراك مع علماء أمريكيون أنا الكويكب الذي ارتطم بالأرض ونشأت عنه سحابة عملاقة متلبدة بالكبريت، حجبت عنها ضوء الشمس لسنوات عدة قبل 66 مليون عام، فهلكت معظم كائناتها، وبينها الديناصورات “كان بقوة 10 مليارات قنبلة نووية، عيار هيروشيما” وفق جديد توصل إليه فريق من علماء الجيولوجيا، جعلهم ملمين دقيقة بدقيقة بما تلا الارتطام الذي أحدث فوهة سموها Chicxulub عرضها 145 كيلومتراً، وقضم قسماً من شبه جزيرة Yucatan عند طرف خليج المكسيك، في نكبة لم تعرف الأرض لها مثيلاً.

من عيّنات صخور ومواد جيولوجية أخرى، استخرجوها من الفوهة عند عمق 40 إلى 50 متراً تحت البحر، تأكد الفريق العلمي بأن ما فتك بديناصورات الأرض “لم يكن طوفاناً من تسوناميات واجتياحات مائية عملاقة حدثت بفعل الارتطام، أو حريقاً شب هائلاً، بل هو حجب مفاجئ لأشعة الشمس شمل كل الكرة الأرضية واستمر طويلاً”.

وبالوارد في بيانات نشرها الفريق بمجلة علمية أميركية، معروفة بأحرف PNAS اختصاراً لاسمها الطويل، وفيها قالوا بعددها الذي صدر أمس الاثنين، إنه “لولا ذلك الكويكب لما انقرضت تلك الكائنات الضخمة، ولا استطاع الإنسان التطور على الأرض” بحسب اعتقادهم.

وأوضحت الأبحاث والفحوصات التي أجروها على ما استخرجوه، أن ما حدث “أودع 130 متراً من المواد الجيولوجية بيوم واحد ونادر من العنف المفاجئ” في إشارة إلى الارتطام وقوته، إلا أن الغائب المهم في الفوهة وصخورها كان الكبريت، فلا أثر له بالمرة “لأنه تبخر ومضى إلى الغلاف الجوي” ومن تبخره الهائل ولد ضباب وسحب عملاقة، لذلك حجبت السحب ضوء الشمس وأغرقت الأرض في فصل شتاء جليدي فريد بزمنه الذي استمر عقوداً وقال الفريق العلمي:” ونحن الجيولوجيون معتادون على سنتيمتر واحد من المواد قد يمثل 1000 عام. أما هنا فلدينا 130 متراً في يوم، كان هو الأول بعصر جديد ومختلف تماماً شهده العالم بعد ذلك الحدث” وفق تعبير قائد الفريق، وهو البروفسور “سان جوليك” أستاذ فيزياء الأرض في “جامعة تكساس” الأميركية.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version