الغزل بالسلاح.. تلك هي اللعبة الإيرانية ـ الإسرائيلية

طهران وبكل الوضوح استهدفت سفينة إسرائيلية بخليج عُمان.. هذا ما أكده الإعلام الإسرائيلي، ومن بين المواقع الإسرائيلية التي أكدت الخبر موقع “والا” الإسرائيلي نقلا عن مسؤولين أمنيين.

الهجوم على السفينة الإسرائيلية نفذته بحرية الحرس الثوري الإيراني، ومصادر من الاستخبارات لإسرائيلية تضيف “طهران تخطط لمزيد من الهجمات”.

حسنًا ومتى وأين سيكون الرد الإسرائيلي؟

ـ بضرب الذيل فيما الرأس في طهران؟ نعني بقصف مواقع في دمشق؟

هي الحرب على أرض الغير، تلك هي المعادلة التي تعني فيما تعنيه تأجيل الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية المباشرة، مع أن كل التقارير الإسرائيلية تفيد بأن طهران تراكم في وحداتها العسكرية والأمنية في الخليج العربي، مع هجمات يقول الإعلام الإسرائيلي بأن جهاز الموساد تمكن من تعطيلها.

بخصوص السفينة “هيلوس ري” التي استهدفت مؤخرًا فهي سفينة يملكها رجل أعمال إسرائيلي، ووفقا لتقديرات أمنية إسرائيلية، فإن قائد فيلق القدس إسماعيل قآني، يسعى إلى الانتقام تماشيا مع “حالة الاحتقان والغضب المتراكم في الوحدات بالحرس الثوري الإيراني”. وحسب المسؤولين الإسرائيليين هناك تحذيرات لتنفيذ هجمات إيرانية في البحر الأحمر وفي الخليج العربي ضد سفن إسرائيلية بهدف إلحاق الضرر بمصالح إسرائيلية.

وهذا ماقاله مسؤول أمني إسرائيلي: “هذه ليست نهاية حتمية”.. وأضاف: “إسرائيل لا يمكنها تجاوز الحادث، الحديث يدور عن عمل خطير جدا” .

استهداف السفين إياها يطرح سؤالاً:

ـ هل ستنتقل هذه الحرب على أرض الغير، إلى أراضي الدولتين وهما الأقوى عسكرًيا في المنطقة؟

المتابع للعلاقات الخفية بين إيران وإسرائيل منذ قيام ثورة 1979، ودعم مؤسسات حقوق الإنسان الأمريكية -خاصة مؤسسة كارتر لحقوق الإنسان- لتلك الثورة، والإطاحة بشاه إيران، وشراء إيران أسلحة من إسرائيل إبان الحرب العراقية الإيرانية وهو ما يعرف بـ”إيران جيت”، والتعاون والتنسيق بين إيران والولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، يجد أن مثل هذه التهدايدات المتبادلة ما هي إلا أوراق ضغط، يراد من ورائها تحقيق مكاسب على أرض الواقع على خلفية الصراع الدائر في المنطقة العربية كما هو الحال في سوريا على سبيل المثال.

واليوم، لعل الحديث عن شروط جديدة للإدارة الأمريكية للعودة إلى الاتفاق النووي، ومن بينها مناقشة برنامج الصواريخ الباليستية وعدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول الجوار لزعزعة استقرارها، هو النقطة الأساسية لتفسير هذه الاتهامات المتبادلة. و:

ـ كفى شر القتال.

اليوم تنصب كل  تصريحات الإسرائيليين على وصف عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني بالـ”خطأ”، وهو كلام لا يعدو كونه ورقة ضغط على الإيرانيين لقبول ما سيطرح أثناء مناقشة بنود جديدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، لكن الإيرانيين يدركون هذا الأمر وبالتالي فإن التصريحات الإيرانية تستبق الأحداث وترمي بالكرة في الملعب الأمريكي، إذ تقول إن على الأمريكيين عدم فرض شروط على إيران إن أرادوا عودة إيران للاتفاق النووي، بل إنهم رفعوا نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 % ووعدوا بزيادة هذه النسبة، ورفضوا مناقشة البرنامج الصاروخي الإيراني، واتهموا إسرائيل بالعمل على تقويض نظام الحكم في إيران.

بالنتيجة، وإذا ما التفتنا إلى العلاقة الإسرائيلية ـ الإيرانية في الجذب والنبذ، فإن إسرائيل لن تدمر إيران ولا إيران ستمحو إسرائيل، بل هي تهديدات مكررة منذ أربعين عاما، ولا يستطيع أي من الطرفين القيام بعمل عسكري شامل ومباشر ضد الآخر، إلا إذا كان هجوما إلكترونيا على مواقع نووية إيرانية لتحجيم البرنامج النووي الإيراني، أو ضربة خاطفة على مواقع إيرانية أو استهداف شخصيات مهمة من النظام الإيراني أو داعمة له في المكان الوقت المناسب. وبالتالي فسيأتي الرد الإيراني ليرفع وتيرة العمليات الإرهابية في بلاد عربية عن طريق أفراد أو طائرات مسيرة لزيادة التوتر والإضرار بالمصالح الأمريكية الداعم الأساسي لإسرائيل.

إذا كان هذا الاستخلاص صائبًا فلن ينتج سوى حقيقة واحدة:

ستبقى منطقة شرق المتوسط ساحة للحروب بالنيابة، وستكون مغارة للضباع.. ضباع يلتهمون غنم الراعي، دون أي مساس بقطعانهم.

Exit mobile version