“الفاعلين” في سوريا نراهم في ليبيا.. الجزائر تحذر من تكرار المشهد الصومالي

مرصد مينا – الجزائر

قال رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، إن حُكومة “الوفاق الليبية” تجاوزتها الأمور، محذرا من تكرار المشهد الصُومالي في ليبيا بسبب الاقتتال الداخلي والتدخلات الأجنبية في المنطقة.

وذكر تبون، في حوار أجراه مع قنوات “فرانس 24” “قُلتُ مُنذُ أربعة أشهر وأكثر، إن لم نصل إلى وقف لإطلاق النار يُمكننا من العودة إلى القاعدة الليبية لإعادة بناء دولة على أسس الشرعية الشعبية، فالخطر هو أن نجد النموذج السوري نعيشه في ليبيا، وهذا ما نراه اليوم، هم نفس الفاعلين ونفس المناهج تُستعملُ في ليبيا”.

وأكد الرئيس الجزائري أن “الحظ في ليبيا أن القبائل حتى الآن تحلت بالحكمة عكس ما يظنه الكثيرون، المرتزقة وغيرهم هم من اقترفوا انتهاكات، ولكن إن طفح الكيل فإن القبائل الليبية ستبدأ بالدفاع عن نفسها وأن تسلح نفسها، وأقول لن يكون هناك النموذج السوري بل الصومالي، وآنذاك لا يمكن لأي شخص أن يقوم بأي شيء، البلد يمكن أن يتحول إلى ملاذ للإرهابيين، والجميع سيرسل إرهابييه في ليبيا لتنظيف بلدانهم”.

ورُغم هذا المشهد القاتم إلا أن رئيس الجزائر أظهر أملا بحل الأزمة، وأن بلاده على علاقة جيدة مع كل الليبيين وعلى مسافة واحدة مع الجميع، وقال ” الكر والفر بين الجيوش ليس هو الحل، من يخسر اليوم يفز غدا، هذا ليس بالحل ولن يُقدم شيئا”.

وشدد تبون على ضرورة الانتقال إلى الحل النهائي عبر استشارة الشعب الليبي من خلال تنظيماته، وإجراء انتخابات من خلال المؤسسات الانتقالية، وقال “الحكومة الحالية من بين هذه المؤسسات ولكن تجاوزتها الأمور، يجب أن نقدم مؤسسات تُمثل كل الليبيين، آخذين بالاعتبار التوازنات بين كل أقاليم ليبيا.

وأبدى الرئيس الجزائري استعداد بلاده لاستضافة المحادثات إن طالبت الأطراف الليبية ذلك، وكان من المقرر عقد مؤتمر حوار وطني ليبي ليبي في الجزائر نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، قبل أن يتم إلغاؤه بسبب التطورات الميدانية والتدخلات الإقليمية التي تشهدها ليبيا.

وفي وقت سابق كشف تبون إن “دولة لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر برلين بمنع تدفق الأسلحة والمرتزقة، لكن هناك دولة أرسلت بعد شهر 3400 طن من الأسلحة إلى ليبيا دون أن يكشف على هوية هذه الدولة “.

وجدد في مقابلة تلفزيونية أجراها مع عدد من الصحافيين، بُثت بتاريخ 13يونيو/ حزيران الماضي، التأكيد على موقف بلاده الرافض لانخراط تدخلات عسكرية في ليبيا، وقال “أعربنا عن رأينا بكل وضوح، وقلنا عندما حاول حفتر دخول العاصمة طرابلس إن طرابلس خط أحمر بالنسبة للجزائر، هناك أطرف تريد أن تجرنا للتدخل في ليبيا، أؤكد أن الجزائر ليس لها أي مطامع في ليبيا، ما يهمنا هو تحقيق السلم في ليبيا وعلى حدودنا لأنه في حال لم يكن هناك سلم في ليبيا، فهذا يفرض علينا التسلح وتعبئة جنود لحراسة الحدود، بما يعني نفقات إضافية كان يمكن أن توجه إلى دعم المؤسسات المصغرة وتشغيل الشباب”. 

Exit mobile version