الفوضى أرحم من هكذا رئيس

أيام ويغادر ميشال عون “الرابية” ليبقى لبنان بلا رئيس.. كثيرون من اللبنانيين يندبون حظ بلدهم لشغور موقع الرئاسة إلى أجل غير مسمى، جزء منهم يشتغل على “أسطرة” الرئيس السابق، الجنرال السابق، رئيس التيار الوطني الحر السابق، والسابق هذا، يقدّمه أنصاره باعتباره مناضلاّ ذاق مرارة المنفى، ومناضلاً في مواجهة إسرائيل.

الرجل عطّل مقعد الرئاسة لسنتين ونصف السنة ماقبل اختطافه للموقع، وما بعد احتلال الموقع الرئاسي أخذ البلد إلى الانهيار الاقتصادي، وحين يستعيد اللبنانيون مسيرة كفاحه، فقد كان منفيًا في باريس، أما المنفى فقد كان في قصر “مارسيه” الباريسي وبرعاية “إسرائيلية” وكان من الشخصيات اللبنانية التي رحبت بالإسرائيليين وبالأحضان، وما أن عاد إلى لبنان حتى اشتغل على اللعب مع الأقوى لبنانيًا فكان له التحالف مع حزب الله، الحزب الذي استثمر فيه بمواجهة مسيحيي لبنان، إن لم نقل غالبيتهم بدءًا بسليمان فرنجية مرورًا بآل الجميل، وكان اكثر عداوة مع سمير جعجع بعد مصالحة انتهت إلى العداوة قبل أن يجف حبرها.

لبنانيون يتساءلون:

ـ وماذا لو شغر موقع الرئاسة؟

وثمة من يذهب إلى السؤال معكوسًا:

ـ وماذا قدم ميشال عون للرئاسة؟

كل ماقدمه اقتصاد منهوب، بعض من مفرداته أن نصف ديون لبنان وعجزه سببه “الصهر” المدلل المصرّ على وزارة الطاقة بعد كل النهب والفشل الذي أخذ طاقة كل مافي لبنان من طاقات، حتى أعتم البلد، أما عن الليرة فقد غرقت وإلى مزيد من الغرق، دون نسيان أن تحالفه مع حزب الله، شدّ من عصب هذا الحزب، وأعطاه مظلة مسيحية اشتغل تحتها حتى بات لبنان معزول عن العالم كل العالم، فلا مؤسسة أمريكية تتعاطى معه، ولا جهة اوروبية تثق فيه، أما عربيًا فقد قطع الطرق كل الطرق على مجموعة الدول الخليجية التي كانت “منفسة” لبنان، وهذا عهده ينتهي بـ “الجحيم”، فماذا لو كان لبنان بلا رئيس، إذا كان الرئيس على شاكلة ميشال عون؟

حين يتحوّل راعي الغنم إلى مفترس لقطيعه، مجرد مفترس لهذا القطيع، أسلم للقطيع أن يكون بلا راع، فالذئاب أرحم على القطعان من راع مفترس.

لبنان بلا رئيس؟

فليكن.

ليت جارته سوريا بلا رئيس.. كل الفوضى التي يمكن لمجتمع أن يعيشها لاتساوي نظام يفتك بناسه.

الفوضى اكثر رحمة من انظمة لاترحم.

Exit mobile version