في مأتم لقمان سليم، لم نسمع من المقرئ “علي خليل” سيمفوني “نهر الدانوب” كما لو “يوهان شتراوس”، كل ما سمعناه مقطوعات من “لطميات”، هي اللطميات التي تصاحب كل الموتى الشيعة من اليساري مهدي عامل، إلى الميليشياوي “قاسم سليماني”، وبالنتيجة لم تكن تكريمًا للقمان سليم، فتكريم الرجل، تعهّدته والدته تلك السيدة التي تنحدر من روح الملائكة، بتواضع “العالِم”، وغرور الحقيقة.
مع ذلك، سارع “حزب الله” وجمهوره إلى وضع الحد على “علي خليل”، حتى سارع الرجل إلى ذرف دموعه عبر فيديو منشور على اليوتيوب للاعتذار عن مشاركته بعزاء “خائن دم الحسين”، متقدّمًا ببراءة من صوته ونشيده، مسكون بالخوف كل الخوف من عقاب الدنيا الذي سيسبق عقاب الآخرة، فحزب الله مازال متعهد الأرواح في بلد اسمه لبنان، دُمّرت فيه كل أسباب الحياة.
لقد نشر الرجل في تسجيله المصوّر اعتذارًا “للحاضنة الشعبية” وجمهور ميليشيا “حزب الله”، بسبب تلاوته آيات من القرآن الكريم خلال مراسم تشييع “لقمان سليم”.
وقال القارئ المنتمي لكوادر “حزب الله” في تسجيله المصور:
“الأخوة والأخوات الذين شاهدوني على قنوات “ماكان لازم إظهر عليها” ماكان لازم وقف وإقرأ قرآن وأضع نفسي في هذا الموقف الذي كله “شبهات”.
وأضاف خليل: “أنا خطي معروف، وتوجهي معروف، ومسيرتي معروفة، لذلك أتمنى من كل شخص رآني أن لايكرر الكلام في هذا الموضوع”.
وتابع الخليل قائلاً: “توجهت اليوم لمكان العزاء، بناء على اتصال وردني من الشيخ محمد علي العاملي، وتفاجأت بوجود كاميرات تصوير.
وأكد الخليل أنه لم يكن يعلم من هو الميت، ولا على من يقرأ القرآن، منوهاً بقوله: إن هذا الإنسان ” يقصد لقمان سليم” ليس من خطنا ولا مسيرتنا ولا توجهنا، لذلك أنا أعتذر عن مشاركتي في هذه الشبهة، مضيفاً بقوله “أنا غلطت، العفو عند المقدرة”.
في اعتذاره هذا سيؤكد “المقرئ” مايلي:
ـ أولاً : جهله بشخص المتوفى، وحتمًا في هذا الكثير من الكذب، ولا نعلم إذا ماكان “الحسين” يتقبّل الكذابين في جيش خلاصه.
ـ ثانيًا: الرعب، فهاهو يقولها ” أنا غلطت والعفو عند المقدرة”.
ـ ثالثًا: سيؤكد الرجل تمسكه بالبقاء على قيد الحياة فذراع حزب الله قد تصل عنقه، وحزب الله الذي أتقن رقصة الموت، لن يعوزه أن يحزّ رقبة المقرئ بالساطور.
سبق لصحفيين ومفكرين وأصحاب رأي من شيعة لبنان، أن ساروا على درب المقرئ الشيخ، لم يكن أولهم قاسم قصير ولن يكون آخرهم.
“حزب الله” وقد أتقن اغتيال الأحياء، لا يعوزه اغتيال الأموات.
ـ إنه حزب الله.