مرصد مينا – كازخستان
أجاز رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف لشرطة بلاده إطلاق النار المميت “بدون إنذار مسبق” ، مضيفا في خطاب متلفز: ” الإرهابيون يواصلون تدمير الممتلكات واستخدام أسلحة ضد المواطنين”.
وفي الوقت نفسه انتقد “توكاييف” دعوات بعض الدول الأخرى لإجراء محادثات مع المحتجين، ووصفها بأنها محض “هراء”. وقال: “أي مفاوضات يمكن إجراؤها مع مجرمين وقتلة؟”.
وزارة الداخلية من جهتها أفادت بأن 26 متظاهرا قتلوا خلال الاضطرابات وأصيب 18 واعتقل أكثر من 3000 شخص. كما تم الإبلاغ عن مقتل ما مجموعه 18 من عناصر إنفاذ القانون، وأصيب أكثر من 700 بجروح.
يشار أن المظاهرات بدأت بسبب تضاعف أسعار نوع من وقود المركبات وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء البلاد، مما يعكس استياءً أوسع نطاقاً من حكم الحزب نفسه منذ الاستقلال، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى عنف شديد، حيث أضرمت النيران في مباني حكومية، وقتل أكثر من 12 من عناصر إنفاذ القانون.
وفي محاولة امتصاص غضب الشارع أعلنت الحكومة أمس الخميسعن حد أقصى لأسعار وقود المركبات لمدة 180 يومًا، ووقفًا لزيادة أسعار المرافق. وتذبذب توكاييف بين محاولة تهدئة المتظاهرين، بما في ذلك قبول استقالة حكومته، والوعد باتخاذ إجراءات قاسية لقمع الاضطرابات، التي ألقى باللوم فيها على “عصابات إرهابية”.
من جهتها دخلت روسيا بشكل سريع على خط الأزمة بعد أن طلب الرئيس المساعدة من تحالف عسكري تقوده روسيا يطلق عليه منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ويضم جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق كازاخستان وبيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وقد بدأ في نشر قوات في كازاخستان لمهمة حفظ سلام.
الرئيس الكازخستاني أعلن استعادة النظام الدستوري بشكل أساسي في كافة أقاليم البلاد، إلا أنه أشار إلى أن من يسميهم “الإرهابيين” ما زالوا يستخدمون الأسلحة ويلحقون الضرر بممتلكات الناس” وأنه يجب مواصلة “أعمال مكافحة الإرهاب”، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى وقوع مناوشات في مدينة ألماتي صباح الجمعة. وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس” أن المبنى الذي احتله الفرع الكازاخستاني لمحطة “مير” بتمويل من عدة دول سوفيتية سابقة، اشتعلت فيه النيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجور جنرال، إيغور كوناشينكوف، الجمعة، إن مطار ألماتي – الذي اقتحمه المحتجون واستولوا عليه في وقت سابق – عاد إلى سيطرة سلطات إنفاذ القانون الكازاخستانية وقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.