مرصد مينا
صوت الكنيست الإسرائيلي مساء أمس الأربعاء بغالبية ساحقة ضد قرار ينص على رفض إقامة دولة فلسطينية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المجلس.
وأقر الكنيست هذا الإجراء بأغلبية 68 صوتًا، بينما عارضه 9 نواب فقط.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد حظي القرار بدعم أحزاب في ائتلاف رئيس الوزراء بينامين نتيناهو والأحزاب اليمينية، فيما غادر النواب من حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) من يسار الوسط، الذي يقوده زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد الجلسة لتجنب دعم القرار.
وقاد هذا الإجراء عضو الكنيست زئيف إلكين من حزب نيو هوب – اليمين الموحد، الذي شارك الرسائل الرئيسية من القرار على وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب صورة للنتيجة النهائية.
وينص مشروع القرار على أن”الكنيست الإسرائيلي يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن”.
كما جاء في القرار “إن إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل من شأنها أن تشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل ومواطنيها، وتديم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتزعزع استقرار المنطقة”.
ووفقا لزعم القرار فإنه “لن يمر وقت طويل قبل أن تسيطر حماس على الدولة الفلسطينية وتحولها إلى قاعدة للإرهاب الإسلامي المتطرف، الذي يعمل بالتنسيق مع المحور الذي تقوده إيران، للقضاء على دولة إسرائيل”.
كما اعتبر بأن”الترويج لفكرة الدولة الفلسطينية سيكون بمثابة مكافأة للإرهاب ولن يؤدي إلا إلى تشجيع حماس وأنصارها الذين سيرون ذلك على أنه انتصار بفضل مذبحة السابع من أكتوبر 2023، وتمهيداً لاستيلاء الإسلام الجهادي على الشرق الأوسط”، وفقا لما جاء في نص القرار.
وهذا القرار يأتي قبل أيام من زيارة نتنياهو لواشنطن لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس واللقاء بالرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض.
ومن المحتمل أن يزعج هذا القرار الديمقراطيين الذين يشعرون بعدم الارتياح لدعم حكومة إسرائيلية تزداد رفضاً لحل الدولتين.
وكانت الجمعة العامة للأمم المتحدة اعتمدت في مايو الماضي -وبأغلبية 143 صوتا ومعارضة 9 وامتناع 25 عن التصويت- قرارا يدعم طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب.
كما حدد القرار طرقا لإعمال حقوق وامتيازات إضافية تتعلق بمشاركة فلسطين بالأمم المتحدة.
وأكد قناعة الجمعية العامة بأن دولة فلسطين مؤهلة تماما لعضوية المنظمة الدولية وفقا لميثاقها، ويشير إلى التأييد واسع النطاق من الدول الأعضاء لقبول فلسطين عضوا بها.
علما أن دولة فلسطين عضو كصفة مراقب بالأمم المتحدة، وفق قرار الجمعية العامة للمنظمة في 29 نوفمبر 2012.
يشار إلى أنه منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 38794 فلسطينياًـ إضافة لأصابت 89364 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
في حين لا يزال الآلاف في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت أنقاض المباني التي تعرضت للقصف.
وبالإضافة إلى تدمير البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء غزة، قامت إسرائيل بتقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، حتى في الوقت الذي يتضور فيه الناس جوعاً وتعمل المستشفيات المتبقية بطاقة محدودة، وفق ما تؤكده منظمات حقوقية دولية.