الايرانيون ينظرون الى المشهد التالي:
شركة بيونتيك الألمانية بالتعاون مع فايزر الأمريكية وشركة مدرنا الأمريكية، عن نجاح المرحلة الأخيرة من اختبار لقاحهم ضد كورونا، ووافقت عليها منظمة الصحة العالمية.
من 8 ديسمبر، بدأت بريطانيا التطعيم العام لكوفيد19ـ كما عمليات التطعيم في الولايات المتحدة بأمر من رئيس الولايات المتحدة. كما تعطي دول أخرى الأولوية لتوفير اللقاحات وبدء عملية التطعيم العامة، وتخصيص تكاليف محددة في هذا الصدد.
في غضون ذلك، ينظر الشعب الإيراني إلى هذا المشهد، وهو أحد الضحايا الرئيسيين لكورونا في العالم بسبب تقاعس الديكتاتورية الحاكمة وسياساتها المعادية للبشر. ووفق صحيفة “أفتاب يزد” الرسمية الإيرانية: “تسبب موضوع توزيع لقاح كورونا في دول مختلفة في إقبال شديد على التطعيم العام بين الشعب الإيراني؛ ويتساءل المواطنون بشكل خاص عن سبب عدم تمكن دولة مثل إيران لديها موارد نفطية كثيرة من الحصول على لقاح كورونا. وحذرت الصحيفة من أنه “إذا لم يحل النظام هذه المشكلة في الأشهر المقبلة فسيكون لذلك تأثير سلبي على الناس”.!
روحاني، الذي شكك في البداية في اللقاحات المذكورة أعلاه، زعم في 12 كانون الأول (ديسمبر) أنه “تم القيام بكل ما هو ضروري لإعداد اللقاح” وأشار أيضًا إلى “صنع اللقاحات داخل إيران”. كما أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام بأن “اللقاح الإيراني سيصل حتى صيف العام المقبل”.
لكن الوعد بإعطاء لقاح للعام المقبل، اللقاح المحلي، فارغ للغاية لدرجة أنه تردد صدى وسائل الإعلام التابعة للنظام نفسه.
ـ ما الذي تقوله الصحف الايرانية، ونعني الصحف الرسمية ـ الحكومية؟
ذكرت صحيفة همدلي في 12 ديسمبر بهذا الصدد أن “الشعب الإيراني (بلا شك) سيحتج عندما يرى أن المرض قد هدأ في العديد من البلدان، بما في ذلك جيراننا، مثل العراق وأفغانستان، بسبب استخدام لقاح شركات مرموقة”
في بث مباشر يوم 13 كانون الأول (ديسمبر)، سأل مذيع التلفزيون، حريرجي نائب وزير الصحة في النظام: “كيف يجب أن يثق الناس في اللقاح المحلي، وهل أنت على استعداد لأن تكون أول من يحقن اللقاح بنفسك؟”
يهاجم حريرجي أولاً المذيع ويتساءل: “هل أتيت لتسألني أو تستجوبني؟” وبعد ذلك، بدون مقدمة، يذهب إلى ما يعاني النظام من الألم الرئيسي، وهو فضح أكاذيبه ونهبه وجرائمه، ويقول بغضب: “لدينا 4000 شخص في ألبانيا. مجاهدو خلق يكتبون ضدنا كل يوم مقالات بالفارسية. كن واثقا من أننا إذا قمنا بتطعيم أنفسنا بأنفسنا أولاً على اللقاح، فسوف يقولون إن اللقاح الذي أعطوه لأنفسهم كان أمريكيًا أو كان مائيًا على الإطلاق!”
أقر آزادمنش، الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع اللقاحات المزعومة للنظام، أنه حتى لو تم إنتاج لقاح، فإنه سيواجه “اقتصادًا غير شفاف”، وهو نفس دورة الفساد والسرقة المؤسسية التي “تجعل من المستحيل التخطيط لكمية الأدوية التي يتم إنتاجها وبأي سعر”.
السؤال الأول الذي يطرحه الناس في إيران:
ـ لماذا، بالنظر إلى أن دول العالم بدأت بالفعل التطعيم العام، يجب أن يبقى الشعب الإيراني ضحايا لكورونا لمدة 8 أشهر أخرى حتى الصيف المقبل؟
لقد وصلت أزمة كورونا وفقر الناس إلى نقطة حيث في الأسابيع الأخيرة، ترك عدد كبير من المصابين بكورونا حجرهم الصحي وأجبروا على النزول إلى الشوارع لكسب لقمة العيش” .
ـ ما المشكلة؟
كل هذه المناورات والادعاءات والأكاذيب من جانب وكلاء وقادة النظام ليست سوى افتعال تعكير الأجواء التي يصبح فيها الطلب الاجتماعي على لقاح صالح أكثر جدية كل يوم.
ـ لكن لماذا؟
الحقيقة هي أنه في حالة تحول فيروس كوفيد19 إلى أزمة عالمية وفي وقت حقق فيه البشر لقاحًا صالحًا، فإن الأولوية الأولى للحكومات هي توفير اللقاحات والتطعيم العام للناس. يتطلب هذا الإجراء أيضًا تكاليف التطعيم، والإدارة السليمة وغير الفاسدة، وتعبئة جميع المرافق الحكومية. لكن لا يوجد أي من هذه المكونات في نظام الملالي. نظام لا يهتم بالناس وصحتهم ولا يرغب في دفع تكاليف لقاحاتهم. من الواضح جداً أن نظام النهب الذي ينفق كل ثروة إيران على الإرهاب والقمع والطموحات النووية والصاروخية، لا يريد ولا يمكنه الدخول في عملية التطعيم العام بمتطلباته الخاصة.
عواقب وخيمة للنظام “من قبل الشارع الإيراني”
كما يرى الشعب الإيراني أن العالم قد دخل في مرحلة التغلب على فيروس كورونا والتطعيم العام، فإنهم سيطالبون بذلك بحق. وهذا أمر خطير للغاية على نظام الملالي الذي لا يرغب في الاستجابة لهذا الطلب. واعترف محبوب فر وهو مسؤول حكومي ، في 12 كانون الأول / ديسمبر، بأنه “إذا تم تطعيم دول الجوار وما زلنا ننتظر، فإن التحمل الاجتماعي سينتهي وسيظهر على شكل احتجاجات في الشوارع”.
يفعلون ذلك في بلدهم ويمارسونه على مواطنيهم، فما المضاف الذي تمارسه القيادة الإيرانية، وعلى السوريين كمثال؟
بعد انقطاع أدوية الکلی المستوردة منها والمصنعة محلياً عن الأسواق في سوريا، لم يجد (زاهر) أمامه إلا الاعتماد علی الأدوية الإيرانية والتي لم تکن بالفعالية المطلوبة حتی انتهی الأمر به إلی قسم غسيل الکلی. حال أبو جود، 64 عاماً، لا يختلف کثيراً عن حال زاهر، حيث يواظب علی تناول دواء لضغطه المرتفع، إلا أن أدوية الضغط بات أيضاً نادرة في السوق، دفعته قلة الخيارات المتاحة للاعتماد علی البديل الأجنبي المنتج في إيران والنتيجة أن أدی به ارتفاع الضغط التدريجي دون أن ينتبه لغياب فعالية الدواء الجديد إلی تأذي شبکية عينيه وتراجع نسبة الرؤية لديه إلی 18% فقط.
يفيد طبيب من مستشفی المجتهد بدمشق: “إن قسم الکلية استقبل نحو 37 حالة مشابهة لحالة زاهر کان السبب الرئيس فيها انعدام فعالية الأدوية البديلة التي اعتمدتها وزارة الصحة عوضاً عن الأدوية الأوروبية التي لم يعد بالإمکان استيرادها، وهنا يجب علی الأطباء في المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني أن تدق ناقوس الخطر بخصوص الأدوية الحساسة التي يؤدي الخلل بها إلی مضاعفات لا يمکن تلافيها بعد فوات الآوان مثل أدوية الکلية والانسولين وأدوية الأمراض المزمنة”.
صيدلاني يعمل لدی شرکة آسيا للأدوية في ريف دمشق، يقول: “وزارة الصحة حاولت الحصول علی الأمصال الأولية من خلال السوق الإيرانية والروسية لکن الأصناف کانت رديئة، کما سمحت حکومة النظام – بشکل غير مباشر- لشرکات الأدوية بتصدير الدواء للسوق العراقية وذلک بهدف إدخال القطع الأجنبي للبلد عبر خط من دمشق إلی مطار القامشلي ومن ثم للعراق عبر خط بري”.
لا تقف هيمنة وصلاحيات الحرس الثوري الايراني علی السلاح والتجنيد فقط وارسال المليشيات، وإنما تصل هيمنته إلی إجبار حکومة النظام بشراء الدواء من معامل خاصة به داخل إيران (منها معمل في بندر عباس وأصفهان) وذلک عبر خطوط الائتمان التي بظاهرها توحي بالمساعدة للنظام وفي مضمونها تظهر بأنها تصريف لبضائع کاسدة لقبض ثمنها ملايين الدولارات من النظام، وظهر ذلک جلياً بالاتفاق الموقع آنذاک بين رئيس حکومة النظام في 2012 وائل الحلقي ورئيس مجلس إدارة شرکة “أبرار” الإيرانية القابضة، محمد تقي حسيني، لتمرير هذه الصفقات.
وکعادته النظام يحاول أن يرمي بکل فساده علی إسرائيل حيث أکد مصدر مسؤول من “وزارة الصحة” دخول کميات من الدواء نوع “باراسيتامول” مصدره إسرائيل نوع ذو لون أبيض ناصع، مشيراً إلی أن الدواء دخل عن طريق الحدود الأردنية وهو نوع يحتوي علی فيروس “ماشبو” الذي يعتبر من أخطر الفيروسات علی الإطلاق.
ابتدأ الملالي بتصدير الثورة.. هي ذي الثورة التي يصدرونها.