قال المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة “منصور العتيبي”، السبت، إنه لا يمكن تحقيق مصالحة وطنية دائمة في ميانمار من دون المساءلة واتباع نهج يقوم على مراعاة حقوق الإنسان وسيادة القانون.
كلمة مندوب الكويت جاءت خلال جلسة لمجلس الأمن، كان قد عقدها أمس الجمعة تخت عنوان “الجرائم المرتكبة في ميانمار: أين نقف على موضوع المساءلة”، حيث نظم الجلسة كل من الكويت وبيرو وألمانيا.
العتيبي خلال كلمته أشار إلى أن ” الجلسة التي تأتي بعد مرور ثلاثة أعوام على اندلاع أعمال العنف في ولاية راكين، تهدف إلى تسليط الضوء على موضوع المساءلة، كونها أحد أهم المطالب الرئيسية المفترض تنفيذها من قبل حكومة ميانمار”.
وأضاف أن الجميع يعلم أن أعمال العنف في شمال ولاية راكين أدت إلى مقتل الآلاف من أقلية الروهينغيا واضطرار 742 ألفا غيرهم للفرار من ميانمار لإنقاذ أرواحهم من تلك الأعمال الوحشية، التي تعرضوا لها حتى بلغ مجموع عدد النازحين أكثر من مليون لاجئ، في كوكس بازار بحسب آخر إحصائية لمفوضية شؤون اللاجئيين خلال شهر يوليو الماضي.
كما وأكد العتيبي، على ضرورة مواصلة مجلس الأمن والمجتمع الدولي، في تذكير ماينمار، بتنفيذ المتطلبات الواردة في البيان الرئاسي الصادرعن مجلس الأمن وكذلك توصيات لجنة كوفي عنان الاستشارية.
وأوضح أن توصياتهم تتمثل في إنهاء أعمال العنف وتحسين الحالة الأمنية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في ولاية راكين والمساءلة، بمعنى محاسبة مرتكبي تلك الجرائم في ولاية راكين.
وأشار العتيبي إلى أن تنفيذ تلك المطالب الرئيسية هو الضمان لأي عودة طوعية وآمنة وكريمة للاجئين إلى موطنهم الأصلي، لافتاً إلى أن أعضاء مجلس الأمن قاموا بزيارة ميدانية إلى الولاية في شهر مايو العام الماضي، ورأوا بأعينهم حجم وآثار الدمار والجرائم المرتكبة بحق أقلية الروهينغيا المسلمة في شمال تلك الولاية.
المندوب العتيبي، استطرد بالقول أن ” ماشاهدناه هو تأكيداً للروايات المروعة التي استمعنا إليها من لاجئي الروهينغيا الذين التقيناهم في مخيم كوكس بازار، مشيراً إلى ان هذه الروايات تتفق أيضاً مع العديد من التقارير الأممية، بمافيها لجنة تقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بشأن الإنتهاكات التي وقعت هناك.
وشدد على أن المطلب بات الآن إنسانياً وقانونيا ودولياً، داعياً ماينمار على التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وجميع آليات حقوق الإنسان في أسرع وقت.
ويعيش حاليا حوالي 900 ألف لاجئ من أقلية الروهينجا في مخيمات مزدحمة باللاجئين في كوكس بازار في بنغلاديش،
وهرب أكثر من 900 ألف شخص من أقلية الروهينغيا المسلمة، إلى مخيمات في كوكس بازار في بنغلادش، جراء الحملات العسكرية التي تشنها عليهم باستمرار حكومة ماينمار وميليشيا بوذية، في أراكان غرب البلاد، مرتكبة بحقهم مجازر وحشية خلفت آلاف القتلى والجرحى وتشريد مئات الآلاف، حيث تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي