مرصد مينا
قال وزير الخارجية التايواني، جوزيف وو إن بكين تستخدم المناورات الجوية والبحرية حول الجزيرة للإعداد لغزوها وتغيير الوضع القائم في منطقة المحيطين الهندي والأطلسي.
الوزير التايواني أضاف أكد في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء إن “نية الصين الحقيقية هي تغيير الوضع القائم في مضيق تايوان والمنطقة بأكملها”، مشرا إلى أن بكين “تجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق وإطلاق صواريخ، بالإضافة إلى هجمات إلكترونية وحملة تضليل وضغط اقتصادي من أجل إضعاف الروح المعنوية في تايوان”.
وجدد إدانته للمناورات الصينية التي استمرت حتى الاثنين رغم ادعاء بكين في البداية أنها ستنتهي في اليوم السابق، مشيراً إلى أنها أعاقت أحد أكثر طرق الشحن البحري ازدحاما في العالم.
يشار إلى أن الصين أجرت أكبر مناوراتها العسكرية على الإطلاق حول تايوان الأسبوع الماضي، في رد غاضب على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
في سياق متصل طرحت صحيفة لو فيغارو الفرنسية سؤالا: هل نعبر اليوم في مضيق فورموزا مرحلة جيوسياسية خطيرة، تذكر بمرحلة أوروبا البلقانية بداية صيف عام 1914؟، “هل تتقدم الصين والولايات المتحدة وتايوان الآن، مثل السائرين أثناء النوم، نحو المواجهة المسلحة، كما حدث مع النمسا والمجر ضد صربيا (حليف روسيا) بعد هجوم سراييفو؟”.
الصحيفة شددت على أن طرح مثل هذه الأسئلة أصبح واردا الآن في ظل “المواقف الخطرة غير المبررة التي اختارها الأميركيون أولاً، ثم الصينيون لاحقا”.
وألمحت إلى أن ثمة حسابات شخصية فيما حدث، محذرا من أن التاريخ أثبت أن “إدارة سياسة خارجية انطلاقا من اعتبارات سياسية داخلية أمر بالغ الخطورة”.
اللوفيغارو ابدت استغرابها من إصرار رئيسة حزب النواب الأميركي نانسي بيلوسي على زيارة تايوان في 3 أغسطس/آب 2022، وهي تعلم أن هذا سيثير حفيظة الحكومة الصينية، متسائلا “ألم يكن كافيا لمعنويات الديمقراطية التايوانية الشجاعة أن أكد جو بايدن بمؤتمر صحفي في طوكيو يوم 23 مايو/أيار 2022 أن أميركا ستتدخل عسكريا إذا تعرضت الجزيرة لهجوم من قبل قوات الصين الشيوعية؟” وهو ما أثار حفيظة بكين قبل أن توضح واشنطن أن سياستها تجاه تايوان لم تتغير.. “إذن ما المزايا الدبلوماسية التي تقدمها سياسة الخرقة الحمراء تحت أنوف الثور؟”.
الكاتب ربط بين تلك الزيارة والانتخابات النصفية بأميركا التي لم يتبق على إجرائها سوى 3 أشهر، قائلا إنه قد يتفهم حرص بيلوسي على جعل الإعلام يتحدث عنها حاليا لكن اختيارها لخطوة بهذا القدر من الاستفزاز غير مسؤول.
في المقابل، يرى الكاتب أن رد الفعل الصيني “المبالغ فيه لم يكن مسؤولا” هو الآخر، إذ نظمت بكين أوسع مناورات عسكرية لها بهذه المنطقة استخدمت فيها الذخيرة الحية.
ولأن الانتخابات الأميركية تتزامن مع اجتماع الحزب الشيوعي الصيني الذي يسعى شي جين بينغ إلى أن يحصل من خلاله على فترة رئاسة ثالثة، فإن الكاتب اتهم كلا من بيلوسي وشي بأن دوافعهما الرئيسية سياسية بحتة.