مرصد مينا
سلطت صحيفة اللوموند الفرنسية الضوء على الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوبي سوريا والداعية إلى تطبيق القرار 2254 ورحيل نظام الأسد.
الصحيفة ذكرت في تقرير لها أن التجمعات التي شهدتها مدينة السويداء أول أمس الجمعة حضرها نحو ألفي متظاهر وانضم إليها سكان القرى المجاورة، واتسمت بأجواء احتفالية، ولكنها أيضا شملت إيماءات تمرد، مثل إزالة صورة الزعيم السوري من البنية التحتية العامة.
ونقلت عن إحدى المدرّسات التي يعادل راتبها الشهري 20 دولارا، وتشارك في المظاهرات كل يوم والتي طلبت حجب هويتها، في مكالمة عبر الهاتف من السويداء؛ “لقد عشنا في الجحيم لمدة 12 سنة. الخدمات العامة لم تعد تعمل، الماء والكهرباء… كل شهر نضطر إلى تجربة حرمان جديد بسبب ارتفاع الأسعار. طفح الكيل”.
إلا أن التعبئة الحالية سرعان ما اتخذت منحى سياسيا، وتحولت الدعوة إلى تطبيق القرار 2254، الذي اعتمده مجلس الامن الدولي في ديسمبر/كانون الأول 2015 والذي ينص على تشكيل في أحد بنوده على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
ويحظى المتظاهرون، الذين يرفعون العلم الدرزي المتعدد الألوان وبشكل أقل العلم الذي تعتمده المعارضة والآخر الذي يعتمده النظام، بدعم اثنين من الزعماء الروحيين الثلاثة للطائفة، بمن فيهم الشيخ حكمت الهجري، الذي يستقبلهم يوميا، والذي حذر من أن رجال السويداء سيردون إذا تعرضوا لهجوم.
المتظاهرون يتهمون النظام بالفساد وممارسات المافيا، حيث أصبحت أراضي السويداء منطقة عبور لتهريب الكبتاغون، المخدر الذي ينتج بشكل رئيسي في سوريا ويهرب نحو دول الخليج، ومع ذلك لم يقم النظام حتى الآن بقمع المظاهرات، وربما يعود ذلك إلى وضع الدروز كأقلية، وإلى أن الحركة لم تمتد إلى باقي سوريا، رغم مسيرات دعم في أماكن أخرى يوم الجمعة، كما هي الحال في مدينة درعا القديمة.
من جهة أخرى، ذكرت تنسيقيات محلية في السويداء أن مجموعة من المحتجين أغلقت مقر حزب البعث في مدينة صلخد جنوب المحافظة “بطريقة توافقية” مع أمين الشعبة الحزبية، الذي قدم الضيافة وأقفل أبواب المقر.