لطالما تميزت القارة الأفريقية السمراء، بمنظر المجاعات المتتالية التي تضرب القارة وبلدانها الفقيرة مرات متكررة.
ورغم ثروات تلك البلدان وغناها الكبير، إلا أن سوء الإدارة وكثرة المستغلين تعاونت مع الظروف الجوية المتغيرة والمتقلبة في تهديد أقوات ملايين البشر خصوصاً بلدان الجنوب الإفريقي التي تشهد ظواهر متعاقبة بين فيضانات وموسم جفاف، في تناقض صريح يوحي بعمق مأساة التغير المناخي الحالي الذي يواجه الكوكب ويهدد مستقبله.
وعرفت منطقة بوهيرا من محافظة مانيكالاند الجافة شرقي زمبابوي فيضانات، جراء الأمطار الغزيرة التي رافقت إعصار “إيداي” السنة الماضية، وضرب موزمبيق ومالاوي، فإن الوضع مختلف تماما هذه السنة، ولكن الكارثة مستمرة.
ففي الأراضي الزراعية الممتدة على مساحات شاسعة ذبلت نباتات الذرة، بسبب جفاف هو الأسوأ منذ 35 سنة، ما ينذر بحصاد هزيل.
ويتكرر المشهد المؤلم عبر بلدان في جنوب القارة الإفريقية، حيث يهدد النقص المزمن للأمطار بالمجاعة الشاملة والخراب. ويتهم تغير المناخ بالمسؤولية الأولى عن تلك التهديدات.
ويقول المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في إفريقيا الجنوبية لولا كاسترو، إن معدل درجات الحرارة تضاعف جنوب القارة الإفريقية وسجل نقص كبير في نزول الأمطار، وقد أثر ذلك سلبا لا في المزارعين فقط، بل في مجالات مهنية أخرى، شملت الفنادق والمدارس أيضا.
ونقص الغذاء أصبح تهديدا واقعا للناس، و15مليون نسمة من سكان زمبابوي يفتقدون للأمن الغذائي. وفي زمبيا توجد صعوبة في تلبية حاجيات 2.3 مليون نسمة الغذائية بسبب نقص في التمويل.