مرصد مينا – سوريا
نفى المجلس الوطني الكردي، نيته الانسحاب من “الائتلاف الوطني”، مؤكداً أنه لم يتخذ أو يناقش أيّ قرار بهذا الشأن.
وجاء ذلك في بيان أصدره المجلس، رداً على خبرٍ نشرته شبكة «رووداو» الإعلامية، التي تبث من إقليم كردستان العراق، أمس السبت، مفاده أن «مشروع التقارب الكردي الذي أعده السفير الأمريكي وليام روباك، طالب المجلس الوطني الكردي بالانسحاب من الائتلاف الوطني، ونقل مقراته إلى السعودية أو مصر”.
وقال المجلس إن «أي مسعى من أجل وحدة الموقف والصف الكردي، لن يكون موجهاً ضد أيّ طرف من أطراف المعارضة السورية، بل سيعزز دور الكرد ضمن صفوف المعارضة والداعم للعملية السياسية التي تجري في جنيف، لإيجاد حل للأزمة السورية»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة الأمريكية تدعم وجوده ضمن صفوف المعارضة».
من جانب آخر، أشار المجلس إلى أن المفاوضات مع حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” ما تزال مستمرة، نافياً التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين.
وأفادت تقارير إعلامية بأن المفاوضات الجارية بين أكبر كتلتين كرديتين سوريتين، وهما حركة المجتمع الديمقراطي، التي تمثل الإدارة الذاتية، والمجلس الوطني الكردي السوري، ممثل الكُرد في الائتلاف، تجري برعاية فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية كطرفين دوليين، ورئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني كطرف كردي ثالث.
ووفق العديد من التسريبات، التي خرجت عن الجولة الأولى من المفاوضات، التي تهدف إلى توحيد الصف الكردي، ومشاركة المجلس في إدارة مناطق الإدارة الذاتية، إلا أن كلا الطرفين، لم يؤكدا للإعلام نقاط الخلاف الرئيسة، على الرغم من أن القاعدة الجماهيرية لهما نوهتا لحل نحو 80% من القضايا العالقة.
وبدأ الحوار بين المجلس الوطني الكردي، وحركة المجتمع الديمقراطي، الذي يعد حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر القوى السياسية المتواجدة فيه، مطلع نيسان الماضي، بعد الدعوة التي أطلقها قائد قوات سوريا الديمقراطية، «مظلوم عبدي»، تحت عنوان «توحيد الخطاب السياسي الكردي»، لاسيما عقب العملية العسكرية التي شنتها تركيا على مناطق شمال شرقي سوريا، في 9 تشرين الأول 2019.
وتتناول المفاوضات نقاط الخلاف بين الطرفين، وأهمها سبل تحقيق الشراكة الحقيقية في حكم المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية وإدارتها بالتشارك، والملف المالي والاقتصادي، والتعددية السياسية بعد حل ملف المعتقلين والمفقودين، والتوافق على رؤية سياسية واحدة من النظام والمعارضة، وأخيراً الملف العسكري وآلية عودة «بيشمركة روج» من كردستان العراق، التي تعد بالآلاف.
وسبق أن خاض الطرفان محادثات باءت بالفشل، نظراً لعمق الخلافات بينهما، إذ يتبادلان تهم التخوين، وهذه إحدى أسباب فشل لقاءات أربيل «هولير» الثلاثة، والتي تظهر أكثر مدى اختلاف أجندة كل طرف في الحالة السورية، هذه الأجندات الواضحة تاريخياً لارتباط وتبعية الحركة الكردية السورية، بالأطراف الكردستانية الأخرى، بعيداً عن الوضع السوري الوطني.