مرصد مينا – سوريا
تفيد المعلومات الواردة من مدينة الحسكة السورية بأن قوات سوريا الديمقراطية، (ذات الغالبية الكردية) استخدمت اليوم الاحد المدفعية للمرة الأولى في الاشتباكات ضد داعش، مشيرة إلى أنها تتأهب للقيام بعملية تمشيط داخل حي غويران حيث يوجد سجن غويران الذي يضم الألاف من عناصر تنظيم داعش.
تقارير إعلامية أشارت إلى أن المعارك المستمرة حتى اليوم أسفرت حتى الآن عن سقوط 120 قتيل، 34 عنصرا من القوات الأمنية الكردية، و61 داعشيا وسبعة مدنيين منذ بدء الهجوم على سجن غويران ليل الخميس الجمعة.
يشار أن قوات سوريا الديمقراطية كانت قالت، في بيان: “اندلعت في ساعات الصباح الأولى من السبت 22 (يناير) اشتباكات عنيفة بين مقاتلينا ومرتزقة داعش من المهاجمين على سجن الصناعة – الغويران في الحسكة”، مضيفة: “تمكنت قواتنا وقوى الأمن الداخلي من استعادة السيطرة على عدة نقاط في الجهة الشمالية لأسوار السجن”، فيما ذكرت مصادر أنه تم اعتقال مئات السجناء من داعش بينما لا يزال العشرات منهم فارين.
ونددت الولايات المتحدة بالهجوم، مشيدة برد الفعل “السريع” لقوات سوريا الديمقراطية، ومشيرة إلى أن داعش يحاول تحرير معتقليه لدى هذه القوات منذ أكثر من عام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أمس السبت: “بفضل يقظتها وكفاءتها، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية من إحباط هجمات عدة خلال هذه الفترة، ونجحت في الحد من خطورة الهجوم الحالي”.
وتبنى تنظيم داعش، عبر حساب وكالة أعماق الدعائية التابعة له على تطبيق تلغرام “الهجوم الواسع” على السجن بهدف “تحرير الأسرى المحتجزين بداخله”، مشيرا إلى أن “الاشتباكات لا تزال جارية في محيط السجن وأحياء أخرى”.
التنظيم نشر، السبت، مقطعا مصورا، عبر وكالة أعماق، يظهر متطرفيه يتسللون إلى السجن في بداية الهجوم، ويطوقون ما بدا أنه مجموعة حراس. ولم يتمكن موقع “الحرة” من التحقق من صحة هذا الفيديو.
وتسببت المعارك باستمرار نزوح مئات المدنيين من الأحياء المحيطة بمناطق الاشتباكات، فيما تواجه العائلات الهاربة ظروف برد الشتاء الصعبة.
يذكر أن السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا نحو 12 ألف جهادي من نحو خمسين جنسية، وفق السلطات الكردية.
وفي مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي إسقاط “دولة الخلافة” التي أقامها تنظيم داعش على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وذلك بعد دحر آخر مقاتلي التنظيم الجهادي من آخر معقل له في بلدة الباغوز في شرق سوريا.
ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم لكنهم تجمعوا ضمن خلايا متعددة في البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص في وسط سوريا ودير الزور في الشرق على الحدود مع العراق.
يذكر أن الحرب في سوريا اندلعت، في مارس 2011، إثر قمع تظاهرات مؤيدة للديمقراطية، وباتت أكثر تشعبا على مر السنوات وشاركت فيها قوى إقليمية ودولية وشهدت تصاعدا لنفوذ الجهاديين والميليشيات القادمة من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان وجميعها موال لإيران.