في الوقت الذي بدأت تفلس فيه ميليشيات حكومة الوفاق الممولة قطرياً ومسلحة تركياً، عادت الأطراف المنهزمة إلى استخدام أوراق جديدة لزرع الإرهاب في الجنوب الغربي الليبي، عبر استخدام العصابات التشادية التي تعتاش على الأموال والسلاح والمخدرات، في حين أن الجانب الحكومة، طالب القوات المسلحة الليبية بردع تلك العصابات وداعميها في مدينة “مرزوق” جنوبي البلاد.
حيث طالب مجلس النواب الليبي، القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية، إلى التصدي للعصابات المارقة، في مدينة “مرزق” جنوب غربي البلاد.
المجلس أشار في بيان رسمي نشره على موقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية، على ضرورة “الضرب بيد من حديد، لكل من تسول له نفسه محاولة المساس بأمن ليبيا، والنيل من صمود شعبها”، طالبا من الحكومة الليبية الموقتة، تقديم كافة أوجه الدعم الفوري والشامل لمواطني المدينة، التي تشهد منذ عدة أسابيع، صراعا أمنيا عنيفا.
كما أضاف المجلس في بيانه، إنه يستنكر ويدين بأشد العبارات، هجوم التنظيمات الإرهابية وعصابات المرتزقة التشادية الإرهابي، على مدينة “مرزق” الليبية، الذي خلف وراء الكثير من القتلى والجرحى بإصابات متفاوتة الخطورة، ولميليشيات التشادية، تطلق عليها حكومة الوفاق “قوة حماية الجنوب” التي تحتل مدينة مرزق بعد أن هجرت أهلها”.
هذا، وتدور في مدينة “مرزق”، مواجهات عنيفة منذ بداية شهر أغسطس/آب الحالي، نتج عنها مقتل ما لا يقل عن 90 مدنيا، وإصابة أكثر من 250 شخص، وفقا لما ذكرته بيانات كان قد نشرها يوم الخميس الماضي، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط “أوتشا”.
وكان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، أشار في بيان له، يوم الأحد الماضي، إلى أن ما صنعته العصابات المرتزقة التشادية، من العمل على تهجير أهالي مدينة “مرزق” وحرق منازلهم، هو محاولة تطهير عرقي مدعوم من حكومة الوفاق الغير شرعية.
وتابع البيان قوله، “إن قوات الجيش الليبي، بقيادة المشير “خليفة حفتر”، تعتبر مدينة مرزق، مدينة منكوبة تعرضت للتهجير وحرق بيوت مواطنيها من قبل العصابات التشادية و قوة تحرير الجنوب، كما شدد على ضرورة ووجوب القضاء على هذه العصابات واستهدافها أينما وجدت”.
وكانت القناة الرسمية الليبية، بثت تقريرا يوم الأحد، تضمن عملية تهجير أهالي مدينة مرزق من العرب، وحرق منازلهم بعد أن سيطر المسلحون التشاديون على المدينة بالكامل.
وكان الجيش الليبي، قد أعلن في بيان سابق له، أن جماعة الإخوان الإرهابية تدعم المرتزقة التشادية لتهجير أهالي مدينة مرزق، لافتا إلى أن الجنوب منبع لثرواتها وجزء لن يتجزأ من البلاد.
وتابع “ما قامت به العصابات المرتزقة للمعارضة التشادية في العمل على تهجير أهالي مرزق (جنوبي البلاد)، وحرق منازلهم هو تطهير عرقي مدعوم من تنظيم الإخوان الإرهابي المتستر بحكومة الوفاق غير الشرعية”.
وشدد البيان على أن جماعة الإخوان تسعى لتقسيم المدينة وضرب نسيجها الاجتماعي ووحدتها الوطنية لأجندات خارجية تركية وقطرية، قائلا: “إن ذلك يجعلنا نضع أمام كل ليبي لا تزال على عينيه غمامة أن المعركة الحقيقية بين الوطنيين الشرفاء وأعداء الشعب الذين نهبوا خيراته ويسعون لتدميره”.