
مرصد مينا
أكد مصرف سوريا المركزي استكمال عملية طباعة كميات من الأوراق النقدية بالتعاون مع شركة روسية متعاقد معها سابقاً، وذلك وفقاً للمعايير المعتمدة وبموجب اتفاقيات رسمية تضمن جودة الطباعة وسلامة الإجراءات المتبعة.
وأوضح المصرف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية “سانا”، أمس الأثنين، أن هذا الإجراء يأتي في إطار الخطط الرامية إلى تأمين احتياجات السوق من العملة الوطنية، وذلك لتعزيز الاستقرار النقدي في البلاد.
وأشار البيان إلى أن موضوع تغيير العملة السورية أو طرح إصدار جديد بالكامل لا يزال قيد الدراسة، مشدداً على أن المصرف المركزي يخضع هذا الأمر لتقييمات دقيقة تشمل الجوانب الاقتصادية والفنية، ولن يُتخذ أي قرار نهائي بهذا الشأن قبل استكمال الدراسات والإجراءات القانونية اللازمة.
وأكد مصرف سوريا المركزي حرصه الدائم على متابعة التطورات الاقتصادية واتخاذ ما يلزم من إجراءات من شأنها دعم الاستقرار النقدي وتعزيز الثقة بالليرة السورية في الأسواق المحلية.
وكان حاكم البنك المركزي السوري، عبد القادر حصرية، قال يوم الأحد الماضي، إن البنك المركزي تلقى عروضاً من شركات في تسع دول مختلفة لطباعة إصدار جديد من العملة السورية، موضحاً أن هذه العروض لا تزال قيد الدراسة بهدف اختيار الأنسب من حيث الجودة والتكلفة.
وأشار حصرية إلى أن الدول التي تقدمت بالعروض تشمل بريطانيا والولايات المتحدة والنمسا وألمانيا والإمارات، مؤكداً أن موضوع طباعة العملة الجديدة لا يزال في مرحلة الدراسة والتحضير.
وأوضح حصرية، أن طباعة عملة جديدة تتطلب ظروفاً مواتية، ويجري العمل حالياً على تهيئة هذه الظروف، مشيراً إلى وجود رؤية لتنظيم العلاقة بين مصرف سوريا المركزي ووزارة المالية ضمن مبدأ استقلالية عمل المصرف المركزي.
وأضاف أن المركزي يهدف إلى جعل الليرة السورية قابلة للتحويل، ويعمل على الحصول على تصنيف سيادي لسوريا، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية.
يشار إلى أن وكالة “رويترز” نقلت السبت عن مصادر مطلعة أن سوريا قررت طباعة العملة الجديدة في كل من الإمارات وألمانيا بدلاً من روسيا، وذلك بعد أن أطلقت السلطات مطلع هذا العام دراسة رسمية بهذا الخصوص، وتزايدت الخطوات عقب تخفيف الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات على دمشق في فبراير الماضي.
وأفاد مصدران ماليان بأن حاكم مصرف سوريا المركزي ووزير المالية زارا شركة “أومولات” الإماراتية، التي تدخل في مفاوضات متقدمة لطباعة العملة الجديدة.
وفي ألمانيا، أبدت شركتا “بوندسدروكراي” الحكومية و”غيسيكي آند ديفرينت” الخاصة اهتماماً بالمشروع، بحسب مصادر سورية ومسؤول أوروبي، مع استمرار دراسة العروض دون اتخاذ قرار نهائي حتى الآن.
جدير بالذكر أن التصميم الجديد لليرة السورية يشمل إزالة صورة رئيس النظام المخلوع بشار الأسد من إحدى الفئات البنفسجية المتداولة حالياً، في خطوة تعكس توجه السلطات النقدية نحو تغييرات ملحوظة في المظهر الرسمي للعملة.
كما تسعى الحكومة السورية الجديدة إلى إصلاح الاقتصاد الذي تضرر بشدة بعد 13 عاماً من الحرب التي شنها النظام السابق ضد معارضيه، وسط أزمة سيولة حادة دفعتها إلى تسريع مشروع طباعة العملة الجديدة.