المسألة السورية..الدجاجة الروسية والبيضة التركية

قد يجمع رامي الشاعر بآن واحد المزاج الروسي، مع خطابات معارضات سورية، وقد يكون الاذن الأقرب إلى مايدور مابين الروس والاتراك حول المسألة السورية، وهاهو يكتب “اهتمام الجانب التركي بحلحلة الأزمة السورية ينبع من أن جزءا كبيرا من الشعب السوري (ثلث الشعب) موجود على الأراضي التركية أو على تخومها، ومسؤولية أولئك اللاجئين سواء في تركيا أو في أراضي الشمال السوري تقع على عاتق تركيا” ليتوسع اكثر بالقول: “تواجه تركيا تحديا آخر هو 900 كيلومتر من الحدود المشتركة مع الدولة السورية، والتي يجب أن تضمن أمنها وسلامتها من الجانبين، وهو ما يعني بالقطع التنسيق مع الدولة السورية، ولن يحدث أي حل لمشكلة اللاجئين السوريين أو لمشكلة الحدود التركية السورية بدون مساعدة السوريين أنفسهم، كما يقتضي منطق الأشياء”.

وبعد هذا يتوجه إلى سكان دمشق بالقول :ماذا يفضلون؟

ثم يجيب بالنيابة عن السوريين وإن بصيغة السؤال:

ـ هل يفضلون دمار مدينتهم وبلادهم في سبيل “الحرية” التي يعلم الله ستأتي تحت أي راية، أم يفضلون الحفاظ على المدينة، أملا في حلول أخرى تضمن سيادة الدولة ووحدة الأراضي؟

يتابع ليحكي بلسان الراوي:” إن مراسلات بيني وبين بعض الضباط السوريين، ممن خرجوا من سوريا، وكان بعضهم في مواقع قيادة ألوية وكتائب، حملت عتابا لروسيا وإلقاء بالمسؤولية عليها في بقاء النظام السوري وحمايته، متناسين أنهم خدموا أكثر من 40 سنة في ظل هذا النظام، وتحت راية الجيش العربي السوري، ومتجاهلين أن مهمة روسيا لم تكن يوما تغيير، أو الحفاظ على النظام في سوريا، فهذا شأن سوري بحت، ومن يغير النظام هو الشعب السوري، والشعب السوري وحده. وروسيا لها علاقة بالدولة السورية، ولها علاقات رسمية مع النظام الشرعي للبلاد، انطلاقا من كافة المعايير والقوانين الدولية، وكان لهذه العلاقة الدور الأبرز في الحفاظ على سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها، وتفادي مصير نهاية الدولة السورية كما نعرفها”.

ـ ما الذي يريد أن يقوله، وهل مايقوله ، يقوله بالنيابة عن الروس وإن بلغة الراوي؟ لا، بل ماذا لو كان يحكي بالنيابة عن التركي؟

“اليوم، تقف بعض أجزاء من المعارضة السورية وبعض المتشددين من طرف النظام ضد أي اتصالات بين تركيا ودمشق، وهو ما يعني وقوفهم ضد بدء أي حوار سوري سوري، وتلك مشكلة حقيقية وكبرى، وفي اعتقادي أن ذلك هو جوهر الأزمة، فالاتصالات ما بين تركيا وسوريا ربما تقدم تطمينات للنظام في دمشق أن تركيا لا تسعى إلى إعدام النظام ومؤيديه، وهو الهدف “الوهمي” الذي تضعه بعض أطياف المعارضة الهدف الأسمى لوجودها، وذلك هو العبث بعينه”.

هذا الكلام رسالة تركية محمولة بالبريد الروسي، وسيتابع:”إن الوضع لا يمكن أن يستمر على حاله أكثر من ذلك، وأطراف أستانا يدركون أن نظام التهدئة ووقف إطلاق النار لا يجب أن يكون لخدمة بضعة أشخاص سواء من النظام أو بعضا من ممثلي المعارضة السورية، فتكاليف ذلك كبيرة للغاية بالنسبة لروسيا ولتركيا، خاصة إذا ما نظرنا إلى أن أوضاع الشعب السوري تتفاقم وتزداد سوءا يوما بعد يوم. لذلك فإن القضية الملحة للغاية بالنسبة للجميع الآن هو البدء الفعلي لعملية الانتقال السياسي السلمي، والتواصل إلى توافق سوري سوري يعيد السيادة كاملة للشعب السوري على أراضيه، ويضمن وحدة كامل التراب السوري”.

سيزداد الكلام صراحة ووضوحًا حين يوجه رسالة لمعارضي تسوية سورية عبر الرافعة التركية بالقول:”أما لهواة التنظير وإصدار الفتاوى والأحكام من الخارج، والراغبين في تضييق الخناق على الأسد ونظامه، فأتساءل عما قدمتموه لسوريا، بعد المغادرة والاستقرار في الخارج والبحث عن الدعم في الأوساط الغربية، وتوزيع الاتهامات بشأن علاقات روسيا أو تركيا مع النظام،  فمع من تريدون أن تكون علاقات روسيا وتركيا في الوضع الراهن؟

 لقد أثبتت عشر سنوات من الأزمة السورية على أن غالبية الشعب تريد تغيير النظام، إلا أنه، وبالمقابل، فعلى مدى الأزمة، لم تظهر شخصية سياسية بارزة تحظى بتأييد جماهيري واسع في سوريا، ويتفق عليها الجميع، لكن ذلك يعود أولا وآخرا للسوريين أنفسهم، عندما يتم تأمين الأرضية الديمقراطية الحرة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ويترشح لها من يرغب، استنادا إلى تعديل دستوري، أو دستور جديد يترك الخيار للشعب السوري في تحديد مستقبله.

رسالة مطعّمة بالكثير من الحقائق، غير أنها تحمل الكثير من الالتفاف على الحقائق لحظة أن تسقرئ تلك الدعوة الصريحة لجعل تركيا بيضة القبان في المسألة السورية، وهي بيضة القبان التي لن تحمل وزنًا دون أن تكون من “الدجاجة” الروسية.

يظهر ان الدجاجة الروسية ستبيض البيضة التركية خلال وقت لن يطول.

سنتوقع مابين لحظة وأخرى عناقًا مابين الأسد / أردوغان، ووسط موسيقى روسية.

Exit mobile version