سلسلة اتفاقيات مصالحة عقدتها فصائل المعارضة السورية مع نظام بشار الأسد خلال الأعوام القليلة الماضية؛ يبدو أنها لم تكن كافية لوقف حملات الاعتقال بحق المعارضين السورين؛ بمن فيهم من وقعوا على تلك الاتفاقيات، والذين لا يزال بعضهم حتى اليوم مجهول المصير.
أحدث حملات النظام كانت من نصيب محافظة درعا، التي تعتبر حتى اليوم آخر من وقع اتفاق مصالحة معه، حيث أكد ناشطون أن قوات الأمن شنت مداهمات واسعة في أحياء ومدن المحافظة، وتحديداً مدينة داعل بالريف الأوسط، مشيرين إلى أنها اعتقلت خلالها عدداً من الشباب عرف منهم شابين اثنين حتى الآن.
الاعتقالات ووفقاُ للناشطين لم تقتصر على المداهمات فقط، وأنما أشاروا إلى وقوع العديد من حالات الاعتقال لأهالي المدينة في المراكز الطبية التي يرتادوها لتلقي العلاج، لافتين إلى أن قوات الأمن داهمت عدة مرات نقاط طبية لمجرد الاشتباه بأن أحد الشباب الموجودين في النقطة قد ساهم بالثورة وشارك في المظاهرات ضد النظام.
خروقات النظام لاتفاقات المصالحة لم تكن حكراً على درعا، فبالتزامن مع ذلك، أكدت مصادر محلية في مدينة حلب أن الشرطة العسكرية مدعومةً بعناصر من الأمن داهمت عدداً من أحياء المدينة على رأسها الصاخور والمشهد وصلاح الدين، واعتقلت خلال ذلك مجموعة من الشبان بحجة التهرب من الخدمة العسكرية.
كما اكدت المصادر في الوقت ذاته أن حالات الاعتقال تكاد تكون شبه يومية سواء على الحواجز الأمنية أو عبر مداهمة المنازل.
حي جوبر الدمشقي، بدوره كان أيضاً واحداً من الشهود على ما وصفه الناشطون انتهاكات النظام السوري لاتفاقياته مع المعارضة، حيث تعرض الحي لسلسلة حملات اعتقال ضد عناصر الفصائل التي كانت منتشرة في الحي، وذلك بعد أسابيع فقط من توقيع الاتفاق مع الفصائل وبضمانات إيرانية.
ناشطو الحي أكدوا أن النظام اعتقل حتى عرابي الاتفاق ومن صاغوه ومن وقعوا عليه، ومن بينهم أربعة قياديين سابقين في فصيل “اللواء الأول” الذي كان يسيطر على الحي قبل تسليمه للنظام، مشيرين إلى أن حملة الاعتقالات والمداهمات استمرت لما يزيد عن شهر.
وبالإضافة إلى حي جوبر، طالت الاعتقالات أيضاً أكثر من مئة شاب من أبناء الغوطة الشرقية بعد أيامٍ من دخوله إلى المنطقة، وذلك بتهم معارضة النظام والقيام بأنشطة مسلحة ضده، إلى حانب سوقهم لأداء الخدمة الإلزامية، على الرغم من أنهم كانوا قد أجرَوا تسويات ومصالحة مع النظام.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي