المعارضة السورية تواصل تقدمها نحو حلب وتقطع الطريق الدولي مع دمشق

مرصد مينا

تمكنت فصائل المعارضة السورية، اليوم الخميس، من السيطرة على بلدة خان العسل الواقعة في ريف حلب الغربي، والتي تبعد حوالي 5 كيلومترات عن مشارف مدينة حلب، في تطور جديد يشير إلى تقدم ميداني على جبهة الشمال السوري.

وقد تزامن هذا التقدم مع اندلاع معارك عنيفة على محور ريف إدلب الشرقي، امتدت إلى مدينة سراقب.

يأتي هذا بعد 36 ساعة على إطلاق فصائل مسلحة معارضة مدعوم من تركيا معركة أطلقت عليها اسم “ردع العدوان” ضد النظام السوري والميليشيات الإيرانية في المنطقة.

وقالت “إدارة العمليات العسكرية” التابعة لفصائل المعارضة، التي تضم “هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى، إن الاشتباكات استمرت طوال اليوم الثاني من المعارك، مؤكدة أن قواتها تمكنت من السيطرة على بلدة خان العسل رغم القصف العنيف من قبل قوات النظام.

ووفقاً للبيان، فإن هذه المعارك جزء من عملية “ردع العدوان” التي أسفرت أيضاً عن السيطرة على مناطق أخرى مثل كفرناها وياقد العدس وريف المهندسين الأول.

علما أن بلدة خان العسل تتمع بأهمية استراتيجية كبيرة، نظراً لموقعها القريب من الضواحي الغربية لمدينة حلب، بالإضافة إلى إشرافها على الطريق الدولي “M5” الذي يربط حلب بدمشق.

في غضون ذلك، أفادت التقارير بقطع الطريق الدولي بعد سيطرة المعارضة على بلدة الزربة في ريف حلب الجنوبي، وهو ما يمثل ضربة كبيرة لقوات النظام التي تعتمد على هذا الطريق في نقل الإمدادات.

وفي تطور موازٍ، أُعلن عن فتح محور قتالي ثان في ريف إدلب الشرقي، حيث سيطرت الفصائل المعارضة على قريتي داديخ وكفر بطيخ.

كما بثت وسائل الإعلام العسكرية التابعة للمعارضة مشاهد مصورة تظهر اشتباكات مع قوات النظام في منطقة معمل الزيت قرب مدينة سراقب، التي تعد نقطة هامة على الطريق بين دمشق وحلب.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تجري المعارك في مناطق “خفض التصعيد” التي تم الاتفاق عليها بين تركيا وروسيا في عام 2019، والتي تشمل مناطق محددة لوقف العمليات العسكرية.

على صعيد آخر، أسفرت الغارات الجوية من الطائرات الحربية التابعة للنظام وروسيا على مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي عن مقتل 15 مدنياً، بينهم 4 أطفال وامرأتان، وإصابة 5 آخرين، بينهم طفلان.

كما تعرضت مدينة دارة عزة في غربي حلب ومدينة سرمين شرقي إدلب لقصف مماثل أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين.

فرق الدفاع المدني السوري، المعروفة بـ”الخوذ البيضاء”، انتشلت الضحايا من تحت الأنقاض وقدموا الإسعافات الأولية للمصابين.

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى العسكريين من كلا الطرفين بلغ أكثر من 182 قتيلاً منذ بداية المعركة.

وأوضح المرصد أن من بين القتلى، سقط 102 قتيل من “هيئة تحرير الشام”، و 19 قتيلاً من فصائل “الجيش الوطني”.

كما أسفرت المعارك عن مقتل 61 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية، منهم 40 عنصراً من قوات النظام، بينهم 4 ضباط برتب مختلفة.

بالإضافة إلى 6 مسلحين من ميليشيات موالية لإيران من الجنسية السورية، بينما البقية (15 قتيلا) من جنسيات مختلفة، بما في ذلك ضابط إيراني.

وكانت فصائل المعارضة أعلنت فجر أمس الأربعاء عن بدء “معركة ردع العدوان”، مشيرة إلى أن هدف العملية هو توجيه “ضربة استباقية” لقوات النظام والمليشيات الموالية له، في ظل الحشود العسكرية الأخيرة التي تم رصدها في مناطق عدة من ريف حلب الغربي.

Exit mobile version