fbpx
أخر الأخبار

المهاجرون بـ “رسم االبغاء”

ستكون مسألة “المهجّرين”، اولوية في مسائل هذا القرن، تمامًا كما كان حالها مابعد الحربين الأولى والثانية، أبسط ما يستدعيه استحضارها، أنها باتت :

ـ موضوع مساومات سياسية على المستوى الدولي، وقد يكون مثالها الأبرز، الابتزاز التركي للمجموعة الأورربية.

وثانيها وهو الأخطر والأكثر إيلامًا هو “الاتجار بالمهاجرين” وصولاً إلى الاتجار باللحم االحي الذي يعني في جزء منه الاستعباد الجنسي.

الاتجار بالبشر جريمة تنطوي على استغلال شخص ما لأغراض العمل القسري أو لممارسة الجنس التجاري باستخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه، وتشمل ضحايا الاتجار النساء والرجال والأشخاص المتحولين جنسيًا؛ والبالغين والأطفال؛ والمواطنين وغير المواطنين على حد سواء.

على سبيل المثال وكان  تقريرًا للسفارة الأمريكية في بيروت قد عرضه، وفيه أن غرّر أحد موظفي التوظيف بصبية مهاجرة وأقنعها بالالتحاق بوظيفة في الخارج في مطعم، ووعدها براتب مغر لم تستطع رفضه وساعدها على الحصول على تأشيرة للعمل في بلد المقصد. ولدى وصولها، أخبرها “رئيسها” الجديد بأنه لا توجد أية وظيفة في أحد المطاعم وأنه سيتعين عليها أن تسدد تكاليف العثور على الوظيفة وتتحمل تكاليف نقلها إلى البلد. وأجبرها على ممارسة البغاء وهددها أيضًا بأنه سيبلغ أسرتها عما تقوم به إذا لم تواصل تنفيذ ما يطلبه منها حتى تكون قد سددت الديون المزعومة عليها. الفتاة إياها ضحية من ضحايا الاتجار: تم استخدام الاحتيال والإكراه والقوة لإخضاعها للاتجار بالجنس.

ماحصل للمثال الذي أورده الموقع الالكتروني للسفارة الأمريكية في بيروت، تضاعف اليوم مع الحرب الروسية الأوكرانية، فالاستثمار بالعبودية الجنسية، انتشر بما لايدع مجالاً للشك، أنها تجارة صارخة، فبيوت البغاء الأوربية، قد فاضت باللاجئات الأوكرانيات، فيما طريق المصنع/ شتورا،  الموصل مابين دمشق وبيروت، يفيض بالفتيات الصغيرات المعرضات للاستعباد الجنسي، وهو ما لفتت اليه  الكثير من التحقيقات الاستقصائية التي اشتغلت عليها محطات تلفزيونية لبنانية حتى باتت ظاهرة مرئية ولا تتطلب لا المزيد من الإنكار، ولا المزيد من الشواهد، وتلك هي الحروب التي تنتج بالإضافة إلى “الجثث” و “المقابر”، تنتج “العبودية الجنسية” وثمة الكثير من الشواهد، وذات يوم، وكان هذا ما بعد الحرب العالمية الثانية، أن تحوّلت غابة لبنانية برمتها، إلى غابة أطلق عليها تسمية “غابة بولونيا”، أما سبب التسمية فكان مرده إلى لجوء مئات النساء االبولونيات إلى لبنان، وفي هذه الغابة كان “البغاء”.. كل البغاء.

واليوم، ماهي الأولوية التي على العالم أن يواجهها؟

 كل الأولويات لاتساوي أولوية إعادة المهجّرين إلى أوطانهم، فقتلى الحروب هم “قتلى”، أما “القتلى الأحياء”، فهؤلاء هم الذين يقتلون مرتين.

مرة بافتقاد أوطانهم، وثانية بالاستعباد الجنسي والبغاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى