الناتو يحذّر من اختلال التوازن العالمي للقوى لمصلحة الصين

 بلجيكا (مرصد مينا) – قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الناتو، ينس ستولتينبيرج، إن الصين باتت على أبواب أوروبا، مع الصعود القوي والسريع لها في الفترة الأخيرة، محذراً من أن التوازن العالمي للقوى قد يتغير بشكل عنيف بسبب الاستثمارات الصينية.

جاءت تصريحات الأمين العام لحلف الناتو، خلال حوار له مع صحيفة “Welt am Sonntag” الألمانية، موضحاً أن «الصين تضخ استثمارات قوية في إنتاج الأسلحة النووية والصواريخ طويلة المدى القادرة على الوصول إلى أوروبا».

وشدد «ستولتينبيرج»، على «ضرورة أن يكون التحالف الغربي متحداً في مواجهة هذه القوة والتحديدات الجديدة»، لافتاً إلى أنه «إذا كان هناك شيء مؤكد، فهو أن الصين تقترب من أوروبا تدريجياً».

وكشف الأمين العام لحلف الناتو، أن «الصين زادت من تواجدها في منطقة القطب الشمالي، وأفريقيا، والبحر المتوسط، بالإضافة إلى دخولها في استثمارات حساسة في أوروبا»، منوهاً أن الصين أصبحت قوة كبيرة في عالم المعلوماتية.

وفي حديثه عمّا يشكله العملاق الصيني، من تهديد، قال ينس ستولتينبيرج، إن «الصين لا تشكل أيّ تهديد على أيّة دولة تابعة لحلف الناتو حتى الآن، إلا أنه يتم ملاحظة وجود تطورات خطيرة في منطقة بحر الصين الجنوبي»، لافتاً إلى أن «بكين زادت من محاولاتها الرامية إلى تقييد حرية حركة السفن في المياه الدولة».

وكانت الصين قد تأثرت بشدة نتيجة انهيار أسواق التصدير العالمية الذي صاحب الأزمة المالية الدولية في عام 2009، ولكن الاقتصاد الصيني كان من أول الاقتصادات التي تعافت من هذه الأزمة وانتقلت بسرعة الى النمو، إذ تعد حالياً من أكبر مصدري السلع في العالم، كما تجتذب كميات قياسية من الاستثمارات الخارجية، تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وتعتبر الصين، من الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، حيث تتمتع بحرية الوصول الى الأسواق العالمية، ولكن علاقاتها مع هذه الدول تأثرت بالفائض التجاري الصيني الكبير من جهة، وقرصنة المنتجات من جهة أخرى.

ويأتي القلق من صعود الصين، نتيجة علاقاتها بالدول التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية، دولاً مارقة مثل إيران وكوريا الشمالية؛ حيث التباين الصيني الأمريكي المتمثل في المواقف المختلفة تجاه العلاقات الدولية الراهنة، وتشكيلها مع روسيا قوة ثنائية في استخدام الفيتو ضد أيّ قرار لا يخدم مصالحهما.

Exit mobile version