النصرة: سنردع السوريين بـ "سيف علي"

رغم أنها تدعي مقاومة النظام السوري، وإحباط المشاريع الدولية التي تصفها بـ “المؤامرة” على السوريين، باتت جبهة النصرة، والمعروفة حاليا بـ “هيئة تحرير الشام”، أكثر الذين طبقوا مخرجات الاتفاقيات الدولية في سورية، وخاصة مساري “أستانة وسوتشي”، أما داخلياً، فهذه الجبهة، لا تختلف كثيراً عن سياسة النظام السوري في قمع الحريات والإرهاب المنظم ضد المدنيين، فيما لا تغيب انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان، في سجونها، وابرزهم “سجن العقاب”، والتي غيبت بداخله الهيئة قيادات الجيش السوري الحر، وقيادات الحراك المدني السلمي، ووثقت العديد من التقارير الحقوقية، تصفية عدد من المعتقلين في سجونها، بعد تعرضهم للتعذيب بشكل وحشي.

وفي تطور جديد، هاجمت هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” ومناصرين لها، المظاهرات الشعبية التي شهدها الشمال السوري، أمس الإثنين، والتي ندد خلالها المتظاهرون بالحملة العسكرية على ادلب، وطالبوا برحيل الهيئة عن مناطقهم، إلا أن الأخيرة اتهمت المتظاهرين بالنفاق، فضلاً عن وصفهم بـ “أذناب النظام “.

جاء ذلك على لسان قيادات في الهئية وإعلاميين مناصرين لها، حيث توعد القيادي البارز في هيئة تحرير الشام “أبو ماريا القحطاني” المتظاهرين بردعهم بالسيف وهددهم بالقتل.

وقال القحطاني في منشور له على قناته الرسمية في تلغرام “النظام يحرك أذنابه، ولكن بعون الله تعالى فليس لهم إلا سيف الصديق، مضيفاً، “ولقد جرب الدواعش قبلهم في إدلب فكان سيف علي رضي الله عنه لرقابهم والحفر مصيرهم”.

ويعتبر القحطاني المسؤول عن إدارة أموال تحرير الشام، فضلاً غن قيادته المعسكرات التابعة لها، فيما يعتبره البعض مهندس علاقات أبو محمد الجولاني متزعم التنظيم.

وكان أبو ماريا يشغل منصباً شرعيا وقاضياً في جبهة النصرة، واميراً للمنطقة الشرقية منذ 2012، توجه بعدها الى درعا ثم ادلب في عملية غامضة، أثارت جدلاً واسعاً حينها، لعدم وجود طريق حينها بين المحافظتين الا بالمرور في مناطق سيطرة النظام، الأمر الذي اعتبره البعض أنه يوضح تعامله مع قوات النظام.

القيادي في الهيئة “مظهر الويس” هو الآخر وصف المتظاهرين بالمنافقين، مشيراً إلى أن المظاهرات التي خرجوا بها مؤخراً هي خدمة للنظام، وهدفها الإشغال عن قتاله.

ويعتبر لويس داعية ومفكر جهادي، كان معتقلاً لدى النظام منذ عام 2008 في سجن صيدنايا وأفرج عنه في نيسان 2013، ليدخل في صفوف جبهة النصرة حينها، ويصبح شرعيًا بارزًا فيها، قبل أن يصبح عضو اللجنة الشرعية في “هيئة تحرير الشام”، ويعرف عنه بشعاراته المناوئة لتركيا بين الفينة والأخرى.

من جهته قال الإعلامي “أحمد موفق زيدان” والذي أدرجته الولايات المتحدة الامريكية على لائحة اشخاص “يشتبه قيامهم بنشاطات إرهابية” منذ 2015 بسبب انتمائه لتنظيم القاعدة، – حسب صحف أمريكية – أن “ضفادع الشمال المحرر” وفقاً لوصفه، في إشارة لبعض قيادات ريف حمص الشمالي والغوطة الشرقية، سهلوا دخول روسيا والنظام إلى مناطقهم.

وكتب الإعلامي المعروف بموالاته لهيئة تحرير الشام، في حسابه الرسمي على تطبيق تلغرام ” ضفادع الشمال المحرر اليوم بصورة أبواق تهاجم مَن باع نفسه لله، مرابطاً لحماية ما تبقى من جغرافية الثورة، إنهم ينفذون أجندة الاحتلال”.

وشهدت ادلب وريف حلب أمس، مظاهرات نددت بالمجازر التي ترتكبها روسيا والنظام السوري بحق المدنيين، كما طالبوا بإسقاط النظام وخروج هيئة تحرير الشام من مناطقهم لتواطئها في صد هجوم قوات النظام الأخير، وسط أنباء عن رفضها زج السلاح الثقيل الذي تملكه في تلك المعارك.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version