النظام السوري يصادر مستودعي ذخيرة لحزب الله.. ماذا يعني هذا الإجراء

مرصد مينا

أفادت مصادر إعلامية اليوم السبت، بأن جيش النظام السوري قام بمصادرة مستودعي ذخيرة لحزب الله في ريف دمشق، مشيرة إلى أن سلطات النظام قيّدت حركة عناصر حزب الله والمجموعات الموالية لإيران باتجاه الجولان وفي محافظة حمص.

هذه التطورات تأتي في وقت يشهد فيه الوضع العسكري والسياسي في المنطقة تغيرات متسارعة، خاصة مع التصعيد الإسرائيلي المستمر.

حضور الحزب في سوريا دعما للنظام

تواجد حزب الله في سوريا قديم، حيث دخل البلاد بشكل مكثف منذ بداية الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد ربيع عام 2011 دعما للنظام.

ويتهم الحزب بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب السوري في العديد من المناطق، لاسيما في حمص وريف دمشق، خلال قتال عناصره دعما لنظام بشار الأسد.

لكن بعض مقاتلي الحزب انسحبوا من سوريا مؤخرًا في سياق تصاعد التوترات مع إسرائيل، وهو ما يُعتبر مؤشرًا جديدًا على تراجع نفوذ الحزب.

في هذا السياق يقول المحلل “موفق حرب” في تصريح لمحطة سكاي نيوز البريطانية إن “المسرح السوري يشهد تواجد عدة قوى عسكرية بما في ذلك القوات الروسية والإيرانية وحزب الله وفصائل عراقية، وهو وجود يُعتبر ضروريًا بالنسبة لنظام الأسد الذي لا يزال بحاجة إلى دعم هذه القوى في سياق الصراع المستمر”.

دلالات مصادرة المستودعات

وأشار حرب إلى أن “النظام السوري لا يسمح بأن تتحول بلاده إلى منصة انطلاق لعمليات ضد إسرائيل. وفي ضوء ذلك، فإن مصادرة مستودعات الذخيرة تأتي كجزء من جهود النظام لضمان عدم استخدام الأراضي السورية لأغراض تهدد الأمن الإسرائيلي”.

وهذه المصادرة تمثل تحولًا في سياسة النظام السوري تجاه حزب الله، حيث يبدو أن هناك رغبة من قبل النظام للتعاون مع إسرائيل من أجل ضمان بقاء واستمرار سلطة الأسد في سوريا، وهو ما يعني أنه قد يكون هناك شروط جديدة تفرضها إسرائيل على النظام السوري، مثل منع أي إعادة ترميم لترسانة حزب الله.

الأسئلة المطروحة

لكن يتبقى سؤال حول قدرة النظام السوري على فرض قيود على حركة حزب الله اللوجستية.

فبينما يسعى النظام للحفاظ على تحالفه مع الحزب المدعوم من إيران، فإن الضغط الإسرائيلي قد يؤدي إلى تغييرات في هذا التعاون، مما يزيد من تعقيد المعادلة الأمنية في المنطقة.

وتحمل هذه التطورات في ريف دمشق دلالات واسعة على إعادة تشكيل التحالفات والصراعات في سوريا، وقد تكون بمثابة مؤشر على التغيرات المستقبلية في الصراع بين القوى الإقليمية والدولية.

وستظل هذه الأوضاع تحت المراقبة من قبل مختلف الأطراف المعنية، خاصةً مع تصاعد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة والتي قد تمتد لتصل إلى سوريا وإلى ما بعد سوريا.

Exit mobile version